الأربعاء، 9 يناير 2013

أعمال سورة الفاتحة:


باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة على محمدنا وآله وصحبه

أعمال سورة الفاتحة: وآياتها 7 آيات ولها23 عملا جامعا:

باسم الله الرحمان الرحيم1

الآية1/البسملة : وهي قولك: باسم الله الرحمان الرحيم عند كل قول أو عمل مهم وعند كل أكل أو شرب أو حركة مميزة ..وتعني طلب العون والبركة من الله الرحمان :أي الراحم للكل..والرحيم :أي العظيم الرحمة بالمومنين ..وتعني عمل الفعل أو تقول القول عبادة لله وحده.كما تعني أبدأ باسم الله تعالى وبعونه وبركته.

الحمد لله رب العالمين2
2/ الحمد : أي الثناء على الله تعالى بصفاته كلها :اللازمة لذاته والمتعدية منه تعالى لخلقه: قصد التبجيل والتعظيم.. وبدايته الشكر وقمته الثناء والمدح ..مما يستدعي الإكثار من قوله تعالى : الحمد لله ..فهو كما حمد نفسه.. والحمد لله يجب أن تكون في السراء والضراء: إذ الحمد لله على كل حال  من أجل الاذكارعندالمكاره ..والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات: من أجمل الأذكار عند الرخاء واليسر. وحمدنا لله فقط شكر رمزي لأنا لا نستطيع أبدا ولا يستطيع أي أحد من خلقه حمده حق حمده..فالحمد لله كما يقول :من خير المحامد...وليس هناك من أحب إليه الحمد والثناء من الله تعالى ..لذا جاء في الحديث: خير الدعاء: الحمد لله: أي كثرة شكره ومدحه والثناء عليه لنعمه الوافرة وأسمائه الحسنى وصفاته العلى سبحانه..

2/الإيمان باسمه تعالى الحميد: أي ذو الصفات والأسماء الحسنى والعلى المجيدة والمحمودة كلها والحميدة.. فهو ذو المحامد الجليلة والجميلة الكاملة ..وهو الحامد بحكمة بالغة لنفسه .. والكثير الحمد والمحامد من كل صالحي عباده وكل ملائكته الكرام عليهم السلام وجل خلقه.

2/توحيد إسم الله تعالى : فالله إسم لذات الإله سبحانه أو دال على الذات: والذي لا تليق التسمية به لأحد من المخلوقات ..ويأتي من فعل أله بمعنى الإله أو وله أي المعبود والمحبوب الحق بحق .. وهو إسم للتعلق لا للتخلق : والعمل به يعني الإلتزام بكل الإسلام.

2/توحيد الربوبية : وهو الإقرار والتصديق والإيمان بل واليقين بأن: لكل المخلوقات والأكوان وكل العالمين خالق ومدبر وقيوم ومربي واحد هو الله الذي وحده الإله والرب لا شريك له: ولذا يجب الإقرار بكل أسماء وصفات ربوبيته تعالى بكل تنزيه ودون أي تشبيه..(فرب كل العالمين واحد): هو الله ولا شريك معه: جملة بسيطة لتوحيد الربوبية .

الرحمان الرحيم3
3/ الرحمانية : وهي اليقين التام بأن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء فالرحمان لغة تعني: الراحم للكل .. فبرحمته يتنعم اليوم الجميع:بما في ذلك أعداءه سبحانه ..إذ رحم سبحانه وتعالى في الدنيا حتى عذب من لم يقبل رحمته الواسعة في الآخرة.. فتأمل : أليس هذه قمة الرحمات.

3/ الرحيمية : وهي اليقين التام بوجود رحمة كبرى وواسعة من الله تعالى خاصة بالمومنين
: ولا تتعدى لسواهم فالرحمانية للكافر والمومن.. بينما الرحيمية فللمومنين فقط ..وإسم الرحيم يعني الكثير والعظيم الرحمة: لكنه مقيد. بينما إسم الرحمان فمطلق في الدنيا مقيد في الآخرة.


مالك يوم الدين4 أو ملك يوم الدين4

4/ المالكية : اليقين بأن الملك المطلق والتام والملكية الكاملة لكل العالمين إنما هما لله وحده تعالى دون شريك.. وهذا الملك وإن كان غير ظاهر اليوم للكفار والمنافقين ،فسيظهر أول مرة وللكل يوم الدين :أي يوم يحكم الدين الحق الذي هو دين كل الأنبياء عليهم السلام: الإسلام .فيكون الله وحده الملك الحق ووحده العدل  والحكم  سبحانه وتعالى عن أي شريك في ملكه ومالكيته.

4/الإيمان باسمه تعالى المالك : أي الذي لا شريك له في ملكيته : فله كل العوالم وما فيها من مخلوقات فهو ربها وخالقها .. يملك الخلق وما ملكوا : فما أعظم مالكيته سبحانه وتعالى.

4/الإيمان باسمه تعالى الملك : أي الحكم العدل المهيمن والآمر والناهي والرب والقيوم على كل العالمين..ولملكه العظيم كان سبحانه إلها : أي معبودا حقا مطلق الطاعة من الخلق أجمعين ..فما أعظم ملكه تعالى:
وقد جاءت في هاته الآية قراءتان ملك ومالك : لأن المالك يمكن أن لا يكون ملكا والملك ليس مالكا لكل شيء : وليس هناك من مالك ملك في آن واحد في العالمين إلا هو سبحانه..فلا ملك حق دونه :إلا إن كان هذا الملك على منهاجه: كالملك النبي سليمان عليه السلام وطالوت وداوود وذي القرنين عليهم السلام

4/ الإيمان بيوم الدين : أي بالقيامة :وهو اليقين بأنه سيأتي يوم تبعث فيه كل الخلائق للحساب أمام الله تعالى رب العالمين وهو آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة: وله العديد من الأسماء في القرآن الكريم والسنة العطرة..فيجب الإستعداد له بكل النيات والأعمال الصالحة  والعبادات الخالصة...وسمي بيوم الدين هنا لأن مصير كل الخلق يحدد بمستوى تدينهم بدين:الإسلام الحق: فهو دين القيامة وميزانها الأكبر ودين كل الأنبياء عليهم السلام .

إياك نعبد وإياك نستعين5

5/ توحيد الألوهية والعبادة : وهو اليقين بوحدانية الإله:الله سبحانه وتعالى عن الشريك والند والمثل: و الجد في عبادته التي  لا تقبل سوى وفق سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام : الحاثة على كل ألوان الخير والحق والفضائل والقيم المثلى.فلا نعبد أو نشرك به ربا سواه.ولا نعبده بشريعة غير ما شرع هو سبحانه وسن رسوله صلوات الله عليه. ومن صفات إلهك أن تخافه وترجوه وتحبه وتعظمه وتطيعه في كل أمر:فمن كانت فيه هاته الصفات الخمس فهو إلهك : وإلا فأنت ناقض لعبوديته..وهذا التوحيد هو : أول وأهم ركن في الإسلام وفي كل الرسالات السماوية:فبه تكون مسلما وإلا فالكفر التام والعياذ بالله .. ولذا جاء في الحديث الشريف: خير الذكر: لا إله إلا الله.

5/ توحيد التوكل والإستعانة : أي أن يكون وكيلنا وسندنا الله وحده :فلا نتوكل على شيء من طاقاتناوإن إستعنا بها كأسباب لا كمسببات فمسبب الأسباب هو وحده سبحانه .. وتوحيد التوكل هو عقد القلب على أن الوكيل الحق والمعين الواحد هو الله تعالى وحده لكن مع الأخذ بالأسباب :عكس التواكل الذي يعني التوكل دون عمل..فالمتوكل هو المومن العامل لا العاجز.ومن أحسن أدعية التوكل قولك : حسبي أو حسبنا : الله ونعم الوكيل.ولا حول ولا قوة إلا بالله:مع الأخذ طبعا بالأسباب دون الإعتماد عليها .

5/الإيمان باسمه تعالى الوكيل : أي المتولي لكل أمور عباده والمعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة.. ومعين عباده الصالحين في كل أمورهم .

5/الإيمان باسمه تعالى المعين : أي المساعد للكل بما وكيف وأنى يشاء :وهو سند عباده الصالحين وممدهم بالعون والتوفيق والهداية.
فتبين من هاته الآية الكريمة أننا لا نستطيع عبادته إلا بمعونته وحسن التوكل عليه.

والعمل بهذه الآية : يعني الإلتزام الفردي بكل العبادات السنية : لكن بروح جماعية: فأنت تقرأ إياك نعبد لا إياك أعبد : فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم : ولهذا شملت هاته الآية كل العبادات الفردية منها والجماعية وهي من أعظم كنوز الآخرة : وللتوسع في عباداتها الفردية ننصح بكتاب: مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى.

إهدنا الصراط المستقيم6

6/طلب الهداية : وهي تعلم الشريعة والعمل بها مقتدين ومسترشدين بسنةالمصطفى عليه السلام سائلين الله تعالى أن يوفقنا للإستقامة: وهداية الإرشاد تكون من الله تعالى وبالقرآن الكريم ومن رسله ومن العلماء العاملين. بينما 
لا تكون هداية التوفيق  إلا منه تعالى ..وهنا نطلب منه الهدايتان معا أي: أن  يرشدنا ويلهمنا التوفيق والسداد معا .. كما أن هناك هداية ثالثة لا تطلب: بل هي موهوبة للجميع : وهي هداية الفطرة : التي بها يصنع حتى العصفور عشه ويعرف الرضيع ثدي أمه: فهي هداية هدى الله بها كل المخلوقات لأساليب عيشها .


6/الإيمان باسمه تعالى الهادي : أي المرشد والموفق لكل الخيرات المادية والمعنوية وللهدايات الثلاث: 1/هداية الفطرة 2هداية الدلالة والإرشاد 3/هداية التوفيق كما شرحنا..

6/توحيد هداية التوفيق: وهو اليقين بأن هداية الفطرة وهداية الدلالة يمكن أخذهما أيضا من الخلق .. لكن التوفيق للهدى والفلاح وحسن النتائج فبيده وحده سبحانه ..فتوفيقك في كل صغيرة أو كبيرة بيده وحده سبحانه:

6/الإستقامة :وهي الإستمساك دون إعوجاج بمحجة الإسلام الناصعة إعتقادا وقولا وعملا وحالا ومقاما.. والدعاء الكثير منه تعالى ليلهمنا هاته الإستقامة: فعلى قدرها يكون الثبات على الصراط المستقيم غدا يوم القيامة .وتتمثل في الإلتزام بكل تعاليم ديننا الحنيف مع كثرة الإستغفار مما نعلم ومما لا نعلم من الهفوات والذنوب. دون الإعتماد على عملنا بل على عفوه سبحانه وجميل تجاوزه.

6/ الإيمان بالصراط المستقيم : ..وهو معنوي في هاته الحياة الدنيا ومتمثل في الإستقامة على الشريعة الغراء ومادي في الآخرة :فهو عبارة عن جسر فوق جهنم لا بد من المرور عليه : فهاو في جهنم وناج بتوفيق الله تعالى..فيجب أن نومن بأننا سنمر على هذا الصراط : حيث يتوفق في المرور عليه كل حسب أعماله : فمار بسرعة البرق إلى مار يحبو على ركبتيه فاللهم لطفك : إذ لا ينجو من أهواله الشديدة سوى المومنين حقا: المتقين بصدق.

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين7

7/إتباع المنعم عليهم : وهم كما قال الله تعالى : ..المنعم عليهم من :النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا: فالمنعم عليهم والذين يجب إقتداؤنا بهم هم هؤلاء: جميعهم: النبيون عليهم السلام ثم الصديقون:وهم كبار الأولياء من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين : من العلماء العاملين ..ثم الشهداء الذين باعوا دنياهم لحد إهداء أرواحهم لله تعالى. والصالحين :وهم العلماء العاملين المنادين بالإصلاح على منهج الأنبياء رضوان الله عليهم.. فهؤلاء جميعا هم أئمة الهدى والرشاد. وأسوتنا بعد الرسول صلوات الله عليه..

7/ البعد عن أساليب اليهود والنصارى :أي عدم التشبه بهم وبالتواءاتهم وضلالاتهم وتحريفاتهم ..والحرص كل الحرص على أن لا نضل بأراجيفهم وتلبيسهم للحق بالباطل.. بل ونصر على البعد كذلك عن كل من يشاكلهم من المشركين والمنافقين... وللأسف نعيش اليوم هستيريا التقليد لأساليب غير المسلمين لحد إنبهارنا الأعمى بهم ..وفي كل شيء تقريبا:حتى صرنا نربي أبناءنا على كل أساليب حياتهم بل ومنا من يفخر بتربية وتعليم الكفار لأبنائه: فلا يعلموهم عن الإسلام ولا تاريخة إلا النشاز : فيربوهم على المتع والشهوات وتكاثرات وماديات الدنيا تماما كالكفار: ليبعدوهم وبكل وسيلة عن كل قيمنا وأخلاقنا ومعاييرنا بل وديننا . ومن تشبه بقوم فهو منهم... وللأسف نعيش اليوم علوا عظيما لليهود والنصارى حيث هم من يشرع لكل صغيرة وكبيرة :فرديا وعالميا...

6+7/كثرة الدعاء: وهو سؤال الله الدائم من فضله ومنه ورحمته ورضاه وتوفيقه فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسألون الله من كل شيء مهما كبر أو صغر: وذلك ليقينهم الكبير فيه سبحانه ..فالدعاء كما قال رسول الله صلوات الله عليه: مخ العبادة..ولا عبادة دون دعاء.. والله يفرح بدعاء العبد الخالص له وحده ... بل ويغضب لكرمه تعالى على كل من يستنكف عن دعائه...

فاللهم هداك آمين...

وللأسف هناك اليوم  من يدعوا غير الله تعالى: لحد دعاء حتى العديد من المسلمين جهلا للرسول صلوات الله عليه وللأئمة الشيعة وأولياء التصوف وأئمة السنة بل وحتى لقبورهم ... وهذا من الكبائر : فالدعاء لا يكون لغير الله تعالى : والطلب 
والسؤال والإلتماس لا الدعاء من الأحياء لا الأموات :فالدعاء لله وحده..ومن أشرك في الدعاء فقد أشرك في العبادة بل وأله من يدعوه.


ملاحظة : آمين : تعني اللهم أجب ..وتقال عند تلاوة الفاتحة في كل صلاة .. ويستحب قولها عند كل دعاء لقول الرسول صلوات الله عليه
 :(آمين: خاتم الله على دعاء المومن) : أي: أن قولها  طابع للقبول من الله لدعاء كل مومن حق.


وهاته الأعمال 23 تؤم كل الأوامر والنواهي القرآنية والحديثية وتلخصها وترمز بإجمال إليها.. كما أن الأسماء الحسنى التي ذكرت في هاته الفاتحة الكريمة :الله والرحمان والرحيم والرب والملك والمالك وما استتر فيها: كالهادي والمعين والوكيل وغيرها هي صلب كل أسماء ربوبيته وألوهيته سبحانه وتعالى .ولهذا سميت هاته الفاتحة الكريمة بأم الكتاب : أي الجامعة لأصول العبادات والعلوم القرآنية كلها.

أعمال سورة الناس



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الناس وآياتها 6ولها 9أعمال مباركة:

قل أعوذ برب الناس1

الآية1/التعوذ بالله تعالى وحده: ًوهو الإعتصام والإستجارة وطلب الصون والحفظ والحماية منه تعالى وحده..فهو وحده المعيذ الحافظ لعباده : وهو ركن من أركان التوكل عليه سبحانه.. والإستعانة به  والثقة به تعالى.

1/توحيد ربوبية الله تعالى لكل الناس : فهو خالق كل الناس سبحانه ومربيهم والمدبر لكل شؤونهم والقيوم على كل أمورهم..بل ورب كل المخلوقات أي خالق ومالك كل العالمين والمدبر لكل أمر مهما صغر أو كبر.

ملك الناس2

2/اليقين بإسمه تعالى ًالملكً :أي أن تومن يقينا بأن السيد والحاكم الحق الذي بيده كل الملك والملكوت.. والمدبر والقيوم على كل الأمور .. والذي يجب أن يطيع أوامره كل الناس مجتنبين لكل نواهيه إنما هو الله تعالى وحده..وكل حاكم بعيد عن شريعته ظالم مهما عدل.. وهو ليس مغلول اليد كما تدعي اليهود عنه سبحانه وتعالى: بل متحكم في كل العالمين بكل أسمائه الحسنى وصفاته العلى سبحانه..لكنه ملك متعالي سبحانه لذا ترك لنا حرية عبادته في هذه الدنيا الدنيئة: فمن شاء إعترف بدينه الحق وإعترف بشريعته المنظمة لكل حياة الفرد والمجتمع والدولة والأمة وكل العالم :فاعترف له بالملك فكان ملكه المباشر.. ومن لم يهده ضل فابتعد عن شريعته في الحكم الشامل فلم يعترف له بهذا الملك البين لكل عاقل :..ومن سمة الملك الحق تشريع قوانين لكل الحياة..إذن فمن اعترف له بالملك حقا حكم شريعته في كل شيء.... فلا يجوز أن تضاد كل دساتيرنا لا جملة ولا تفصيلا شريعتنا الغراء السمحة التخليقية للأمم والشعوب: بل وفي جملة: يجب أن لا يناقض الدستور شريعتناأو يحدف حكما أو خلقا منها وأن يتماشى معها قلبا وقالبا وشكلا ومضمونا ولكن باجتهاد في إطارها لا في إطار قوانين وضعية علمانوية فاصلة للإسلام عن الحكم: وإلا ناقضنا إيماننا بالله سبحانه وتعالى كملك حق.ناكرين لحقه في التشريع وحكمه لعباده : فظلمناهم.

إله الناس3

3/توحيد الألوهية :ًوهو اليقين العملي بأن الله وحده المعبود الحق ..وكل عبادة له دون الإسلام باطلة وشرك لا يليق بجلاله سبحانه.. فننفي العبودية عن كل ما سواه مثبتيها له وحده سبحانه..وحتى نوحده إلها لا بد من خمسة أركان على الأقل هي:1خوفه 2رجاؤه 3حبه 4طاعته في كل صغيرة وكبيرة 5تعظيمه وتقديسه ..

وإلا فإن عبوديتنا له وتوحيدنا لألوهيته غير مكتملين ولا خالصين.

من شر الوسواس الخناس4

4/الإستعاذة من وساوس الشيطان: وهي دعاؤك الضريع لله تعالى كي يحفظك ويحميك من كل الخواطر والواردات الظلامية من أفكار وصور وخيالات وتشيؤات شيطانية .. والتي تفتن عن صراط الله المستقيم وتضر الإنسان في دينه ودنياه ونفسيته وكل بدنه .. وقد كان رسول الله صلوات الله عليه يستعيذ قائلاًأعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرونً ..ويقول كذلكً :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه وهمزه ولمسهً..كما كان يقول كثيرا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

4/الوعي بوسوسة الشيطان الخفية : فالشيطان خناس أي مخفي ويملي للإنسان من حيث لا يشعر : لذا وجبت التفرقة بين الخواطر النورانية الحاثة على الخير والحق والمكارم وغيرها من وساوس الشيطان الشريرة: والتي عادة ما تكهرب فكر المومن ونفسبته وتحثه على كل ألوان المعاصي والذنوب.والخناس هو الذي يدبر ويختفي ويصغر خاسئا كلما قاومته..وكذلك الشيطان حينما تستعيذ بالله تعالى منه أو حينما تكون في طهر دائم وطاعة مستمرة. فإنك تقهره والحمد لله.

الذي يوسوس في صدور الناس5

5/صدورنا هدف شيطاني: فالرسول صلوات الله عليه يقول : ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي : القلب...لذا فإن مهمة الشيطان الأساسية هي الإستحواذ على أفكارنا ومشاعرنا عبر الأعمال السيئة والمعاصي لينفذ بذلك بسهولة ،وبشتى وساوسه إلى صدورنا فيكهربها ويميت قلوبنا ثم يتركنا في ظلام لا ناهي لنا ولا آمر..فهو يستهدف الصدر بهدف تكثيف الران على القلب وقتله معنويا..لذا فنحن في حرب طاحنة مع هذا العدو الشيطاني الخسيس : ويحس بهذه الحرب الطاحنة كل من يراقب بجدية أفكاره حتى لا تتلوث ومشاعره حتى تبقى نظيفة وخواطره حتى تصفو وروحه حتى تشف وإلا فهو الكدر الفكري والقلبي والروحي: وذاك هو هدف الشيطان من الصدر...فكم هناك من صدور تعيش فقط ولا تحياقد صارت قبورا لقلوبها التي لا تعلم أبدا معنى الحياة الحقة..ففرق بين أن تعيش وأن تحيا حقا. ولا حياة لأي كان دون هذا النور القرآني المقدس :فدونه المعيشة الضنكى والله ولو لم تشعر.

5/حفظ الصدورً: أي وقايتها من كل هاته النفثات الشيطانية المكدرة للقلوب والملوثة بالتالي للأفكار والأقوال والأعمال وكل المشاعر والأحاسيس :وذلك بالحفاظ على الوضوء وكثرة الذكر والإستعاذة بالله وقراءة القرآن الكريم..وكذا تنقيتها من كل ما يعلق بها من ران وأخلاق باطنية آٌثمة: كالغل والحسد والحزن واللهفة والهوى وغيرها من ذنوب القلب..وعموما يجب وقاية صدورنا بالمحافظة التامة على طهارتينا: الظاهرة والباطنة وبكل عبودية له سبحانه وحده دون شريك .
6/الإيمان بنوعين من الشياطينً1شياطين الجن 2 شياطين الإنس...فحين نتعامل مع الناس يجب تصنيف شياطينهم بذكاء :والذين من أهم صفاتهم:
+ الإنغماس والتلذذ بالمعاصي
+دعوتك لمشاركتهم
+كهربة صدرك بكلامهم وحديثهم إما بزرع الشهوات أو فظ الكلام ولغوه ورخيسه.
+ تحسين المتع الدنيوية الرخيسة لك
+وعموما فإنهم يلعبون كل أدوار شياطين الجن لكن مباشرة وفي خفاء أيضا مثلهم .. ودون أن تحس بهم..وربما كادوا لك من وراء ظهرك أو سحروك..فاحذر :إن لك عدوا شيطانا بل أعداء من الشياطين: ...ومن كان عدوه شيطان واحد هل يغفل فكيف وأعداِِِِِِِِؤ
نا شياطين لا تعد؟ ومن الممكن أن يمسخونا بدورنا لشياطين مثلهم لا قدر الله سبحانه..فالحذر الحذر ..فق صدرك قبل فوات الأوان.

وقد كان الرسول صلوات الله عليه ينفث في يديه ويقرأ المعوذتين ثلاثا ثم يمسح كل جسمه الشريف عند النوم.. وروت عائشة رضي الله عنها أنها كانت تعوذه عليه الصلاة والسلام بهما عند مرضه..وذلك وقاية من كل وساوس الشياطين ونفثهم ونفخهم وهمزهم ولمزهم ولمسهم وكل تشيؤاتهم وظلامياتهم لذا فقراءة المعوذتين باستمرار وبتدبر وخشوع وعن طهارة: تجحف كل الشياطين بل وتبطل السحر إن استمررت على قراءتها دبر الصلوات وعند النوم.ِ

أعمال سورة الفلق



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الفلق وآياتها5ولها 9أعمال مباركة


قل أعوذ برب الفلق1

الآية1/الإستعاذة بالله تعالى وحده :وهي الإستجارة وطلب الحفظ والحماية منه تعالى دون شريك.. وقد كان رسول الله صلوات الله عليه يحث على الإستعاذة وطلب الحفظ والصون من الله تعالى بكثرة..فذاك باب من أبواب التوكل على الله تعالى والثقة به  والإستعانة به سبحانه.

1/تأمل آية الصبح :وتدعو إلى الإيمان بأن الله تعالى هو مدبر الليل والنهار ورب كل الكون لا رب غيره سبحانه وتعالى:فهو فالق الإصباح كما في الآية ومخرج النهار وسالخه من الليل سبحانه:فتأمل جيدا ربا خالقا لهذا الصباح..وكيف يخلق هذا الصباح بدوران الأرض وبزوغ الشمس بدقة جد متعالية :إنها آية كبرى من آيات الله تعالى تكلمنا كل يوم لكن معظم الناس عن الله تعالى وآياته التي لا تعد ولا تحصى غافلون..

من شر ما خلق2

2/الإستعاذة بالله من شر كل المخلوقات: فالشرور التي تصيب الإنسان في روحه وقلبه ونفسه وجسمه كله وكل شخصه ومحيطه.. وكل جوارحه وجوانحه وضميرة لا تعد ولا تحصى..فمعظم المخلوقات لها نسبة من الشر ويمكن أن تؤذيك : لذا وجب التعوذ كما تملي الآية من كل هاته الشرور ..ومن الإستعاذات الشريفة الجامعة : أعوذ بالله تعالى من شر ما خلق وذرأ وبرأ..وهناك من الكفار وحتى من جهلة المسلمين من يستعيذ بالجن والقبور أو بعض التقاليد الكهنوتية الموروثة عن الديانات البربرية الكهنوتية القديمة ..حتى أن كل شعوب الأرض إلا ولها طقوس شركية في هاته الإستعاذة بما في ذلك شعوب الأمةالإسلامية..لذا يجب الحذر من هذا الشرك الخفي والذي يمارسه البعض دون شعور ولا وعي : لذا وجب:

قل أعوذ برب الفلق1 من شر ما خلق2

1+2/توحيد الإستعاذة: فلا نطلب الحفظ والصون والحماية ولا نستعيذ إلا بالله تعالى .ولا نقوم بأية طقوس غير إسلامية باسم أية تقاليد: كتعليق بعض الأشياء أو القيام ببعض الحركات أو إقامة ليالي للجن أو غيرها..فكلها شرك بين..فألا يكفيك دعاء رب العالمين والإستعاذة به سبحانه؟فتترك القوي الحافظ الحق لتطلب العاجز حتى على نفع نفسه: فالضار والنافع الحق هو الله وحده.ولا تجوز الإستعاذة بسواه ألبتة..

ومن شر غاسق إذا وقب3

3/الإستعادة من شرور غياهب الليل وشدة ظلماته:فالغاسق إذا وقب هو: الليل عند إشتداد ظلماته.. وهو مسرح لانتشار الجن والشياطين..وشرار الخلق من السكارى واللصوص وكل المجرمين..لذا يجب الإستعاذة بالله من شر كل الظلمات بما في ذلك ظلمات الأنفس..فقد كان رسول الله صلوات الله عليه يقول بعد نافلة ما بعد صلاة المغرب : اللهم إني أسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها.

3الإستعاذة من الظالم إذا ضجر: فالغاسق إذا وقب عند بعض المفسرين أيضا هو: الظالم حين يثور غضباحتى تغور عيناه...لذا كان من أدعية الرسول صلوات الله عليه : اللهم إني أعوذ بك من أن 
أضل أو أضل أزل أو أزل أو  أظلم او أظلم أو أجهل أو يجهل علي..


ومن شر النفاثات في العقد4

4/الإستعاذة بالله من السحر والساحرات: واللواتي من بين مكرهن النفخ في العقد.. فيجب التوقي والتعوذ من السحر الذي ابتليت به معظم نساء الأمة اليوم: فللنساء أسرار غريبة مع السحر والسحرة والساحرات بل وكذلك بعض الرجال: لذا لا تغفل أخي ولا تغفلي أختي على التعوذ بهاتين المعوذتين من السحر وكل الشرور الأخرى فهما والفاتحة من أهم التعاويذ..

ومن شر حاسد اذا حسد5

5/الإستعاذة من الحسدة :وهم الذين يتمنون أو يعملون لزوال النعم عن غيرهم..فيجب الحذر منهم وكذا التعوذ من شرورهم...وقد كانت من رقى الرسول صلوات الله عليه للأطفال : أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. فالعين من الحسد: أعاذنا الله من شرور أهله.

5/تحريم الحسد: فالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب: كما قال صلوات الله عليه ..وأقل ما يفعله أنه يشعل نيران الغيظ والحقد والغبن والمكر والكيد والخبث في قلب صاحبه: ليكون الحاسد أول المتضررين به..لكن الحسد يمكن أن يدفع الحاسد بعد نظراته الشيطانية المسمومة : التي ينفث بها الشيطان سهامه/: إلى التخطيط لسحر أو ضرر المحسود لحد الجريمة..فالحسد إذن من أكبر الذنوب القلبية الهالكة للحاسد والتي يمكن أن تضر المحسود إن لم يحصن نفسه ويحذر الحسدة.

وقد كانت للرسول صلوات الله عليه العديد من الإستعاذات فلما نزلت هاتين المعوذتين إكتفى بهما ..فتلاوتهما تحفظ من العديد من البلايا والفتن والشرور ..وتستحب تلاوتهما بخشوع وتدبر دبر كل الصلوات الخمس وقبل النوم وثلاث مرات مع سورة الإخلاص بين نافلة الفجر وفريضة الصبح فهي سنة. 

أعمال سورة الإخلاص




باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الإخلاص وآياتها 4 ولها
5 أعمال مباركة:


قل هو الله أحد1

الآية1/أحدية الله تعالىً: وهي واجديته  بتعاليه ما فوق كل مطلق عن كل الوجود وفوق كل وجود.وتفرده سبحانه وتعالى بذاته قبل أن يخلق كل الخلق إذ كان سبحانه وحده أحدا ولاشيء من المخلوقات معه: وحيث لا زمان ولا مكان :وهنالك نتكلم عن أحديته تعالى المتعالي بها والغني بها عن كل العالمين..فهو أحد بذاته وفي ذاته وواحد متعالي عن خلقه...وكل يوم هو في شأن.ولا نعلم عن أحديته هاته شيئا: لذا قال الرسول صلوات الله عليه : تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذاته...وهاته الأحدية رغم عظيم جلالها وعلوها فقط نسب أولي لذاته: لقصور علومنا في هاته الدنيا: فسبحانه لا نحيط به علما لا دنيا ولا حتى آخرة فهو خالق المطلق والوجود كله وما فوقهما سبحانه.

1/الإيمان باسمه وصفته تعالى الأحد :أي الواحد الموحد بذاته وفي ذاته ..والأحد لغة هو الواحد الذي إذا تعدد أوتجزء لم يعد أحدا :فالأحد واحد غير قابل للقسمة ولا للتعدد.. فهو إذن واحد أحد دون تعدد أوتجزيء سبحانه..فلا هو إلا هو.

الله الصمد2:

2/الإيمان باسمه وصفته الصمد:أي السيد والمولى الكريم الذي لايرجى غيره ولايدعى سواه .. ومن لم يطرق بابه كرمه بإخلاص ضاع منه كل خير ...

لم يلد ولم يولد3

3/تنزيهه سبحانه عن الولد والوالد :فالتوالد صفةخلقية ..بل وحيوانية سبوح هو تعالى عنها..فلا يتوالد إلا الحيوان والنبات وبعض الجمادات أي الكائنات الحية : بل وحتى الملائكة عليهم السلام منزهة عن التوالد لسموها ..وكذلك إن من أهل الجنة :جعلنا الله من أهلها: من لا يفكر في الولادة ألبتة : فكيف نلصق بالمولى العزيز سبحانه المتكبر والمتعال هاته الصفة التي لا تليق حتى بالملائكة الكرام عليهم السلام؟ فهو علي بكل أسمائه وصفاته وذاته وقدوس منزه عن كل دناءاتنا بل وحتى أكمل كمالاتنا تبقى دنايا أمام كماله سبحانه.

ولم يكن له كفؤا أحد4

4/تنزيهه تعالى عن الشبيه والنظير والمثيل والند والكفئ: فلا يماثله لا في ذاته ولا صفاته ولا أسمائه أحد ..بل وحتى إن كانت لعباده الصالحين نسبية من صفاته فهي غير متماثلة معه ومتميزة بكل نقص عن كمالاته سبحانه فلنا من النقص ما له سبحانه من الكمالات : فرحمة الخلق ليست كرحمة الخالق سبحانه.. وكرم الخلق ليس ككرمه تعالى.. وكل صفاته التي يتمثل بها الخلق هي ناقصة مهما كملت فينا : فالكمال له وحده سبحانه.فلا شبيه ولا نظير ولا مثيل ولا ند له تعالى لا ذاتا ولا صفاتا...وقد ضل في إجتهادي من يدعي أن هناك تشبيه مع تنزيه أوتنزيه وتشبيه في آن واحد بين الله تعالى والإنسان: بل قرآنيا هناك فقط تنزيه في تنزيه له تعالى ودون أي تشبه أو تشبيه به سبحانه...فالعبد يبقى عبدا والرب الإله يبقى دوما ربا إلها متعاليا وحده سبحانه دنيا وآخرة.بل وأقصى ما يرقى إليه حتى أنبياؤه في هاته الحياة الدنيا هي العبدية الخالصة : أي أن يكونوا حقا له عبيدا..وأرقى ما يتمنونه في الآخرة أن يواليهم:فيكونوا له أولياء :سبحانه وتعالى : فلا كفء له ولا ند ولا مثيل ولا مثل ولا شبيه فهو في واجدية بينما نحن مأسورين في الوجود لا ننفك عنه إلا ما شاء سبحانه .

وكل صفات هاته السورة الشريفة المباركة صفات علية لتنزيه ألوهيته تعالى.. فهي جوهرالتوحيد..لهذا فهاته السورة تغرس الإخلاص غرسا في القلوب لذا سميت بسورة الإخلاص..وتستحب قراءتها دبر كل الصلوات الخمس وقبل النوم بخشوع.. وبكل تدبر وتمعن .
فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينفث في يديه ويقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاثا ثم يمسح بهما كل جسمه عند النوم...

كما جاء في الأثر  : إستحباب تردادها بكثرة لتعميق الإخلاص.


أعمال سورة المسد




باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة المسد وآياتها4ولها 6أعمال مباركة:

تبت يدا أبا لهب وتب1

الأية1/لا شرف بالنسب فقط:أي عدم غنى النسب عن صاحبه شيئا إن لم يصاحبه الإيمان وصالح العمل..فهذا أبو لهب رغم أنه عم الرسول صلوات الله عليه الشريف في قريش أضحى وضيعا ذليلا لكفره ..وذلك دنيا وآخرة .فالشرف كل الشرف بالقيم والدين والأخلاق لا بالعائلة أو العشيرة أو الوطن..وقد قال أحدهم :لو علم الناس معنى الشرف لصاروا كلهم شرفاء.

تبت يدا أبا لهب وتب1 ما أغنى عنه ماله وما كسب2

الآيتان1+2/أخد العبرة من تنكيل الله تعالى بالكفار:كالعبرة هنا من هلاك أبي لهب وكيف لم تغني عنه قرابته من رسول الله صلوات الله عليه ولا ماله ولا مكتسباته من الله شيئا فكان من المدحضين.. كما نكل سبحانه وتعالى بغيره من الجبابرة كفرعون وقارون وهامان وأبا جهل والنمرود..فيجب أن نعتبر من تنكيل الله تعالى بهم فنخافه : فمن الممكن أن نلقى نفس مصيرهم إن عصينا مثلهم ..اللهم غفرانك.

ما أغنى عنه ماله وما كسب2

2/عدم الإغترار بالدنيا وجاهها ومالها ومكتسباتها: فكثير من الناس ميزانهم في الشرف والمكانة: الكسب المادي الدنيوي الذي لا يغني عند الله شيئا..فكل الدنيا لو ملكها شخص واحد لما أغنت عنه عند الله شيئا دون إيمان وعمل صالح..

2/الغنى الحقيقي: فالغنى الحقيقي هو غنى النفس بالتقوى والقناعة والغنى عنها لا بها.. فالغنى بالله وحده لا عنه..والغنى الحقيقي هو الغنى بالمعنى لا المادة.كما حال أبي لهب الذي كان كسبه المادي صنمه المعبود.فكان يعتقد أن غناه وجاهه في قومه قيمة وعظمة كبرى له: ليتكبر حتى على الرسول صلوات الله عليه حسدا وتجبرا وعتوا وهو إبن أخيه الشريف الأمين صلوات الله عليه بل وليحاربه بكل مكر حتى لحقته اللعنات دنيا وبرزخا وآخرة

سيصلى نارا ذات لهب 3وامرأته حمالة الحطب4 في جيدها حبل من مسد5

3+4+5/الخوف من المصير :وذلك بالخوف من نفس مصير أبي لهب وامرأته التي إستهزأ بها الله تعالى وهي تلوي على عنقها عوض الحلي حبلا مفتولا للحطب لإضرام النار في طريق النبوة حقدا وحسدا ..فكانت جهنم لها ولزوجها مصيرا...

فهذا عم الرسول صلوات الله عليه وقد لاقى من غضب الله ما لاقى: لذا وجبت العبرة والخوف من جبار السماوات والأرض الحكم الحق العدل الذي يمكن أن يصب أيضا غضبه علينا نحن أيضا تماما كأبي لهب..فلنعتبر من هاته النقمة الإلهية من هذا الفاجر الكافر المتكبر وهو الغني الشريف في قومه:كإعتبارنا من النعمة الإلهية برسول الله صلوات الله عليه وهو الفقير اليتيم..فلا راد لغصب الله تعالى ولا مقنن لرحمته إلا هو سبحانه..

حمالة الحطب 4في جيدها حبل من مسد5

4+5إستخفاف الله تعالى بالكفار : كاستهزاء الله تعالى هنا بزوجة أبي لهب الكافرة المعادية للرسول صلوات ربنا الكاملة عليه..فذمها سبحانه وتعالى بلي حبل المسد على عنقها وهي تجر الحطب لإضرام النار في طريق النبي صلوات الله عليه ..هذا العنق الذي كانت تتكبر بحليه الثمينة كباقي نساء قريش: وفي هذا ذم بليغ لها وهي الكافرة المتعجرفة في قومها.وكذلك شأن الله العظيم مع كل الكفار الذين يستخف بهم عمليا بتركهم في طغيانهم يعمهون في هاته الحياة الدنيا وبإدخالهم جهنم في الآخرة ..وقوليا في العديد من الآيات الكريمة التي تملي إستخفافه بهم في الدنيا وكذلك إستهزاءه سبحانه وتعالى بهم وهم في نار جهنم..

أعمال سورة النصر




باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة النصر وآياتها 3ولها 7 أعمال مباركة:

إذا جاء نصر الله والفتح1ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا2

الآية 1+2/ نصر الله لرسوله صلوات الله عليه وللمومنين وفتحه عليهم وتكاثر المسلمين وأفواجهم منذ أواخر عهد البعثة المباركة .

فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا3

3/كثرة التسبيح : وهو كثرة تنزيه الله تعالى وتمجيده وتعظيمه بكل ما يليق بجلاله من كمالات ..فله تعالى من الكمالات ما للخلق من النقائص وتلخص :بكثرة قولك سبحان الله.وبكل ألوان التسابيح النبوية الشريفة.

3/كثرة الحمد : وهو الثناء على الله تعالى وشكره ومدحه وتبجيله تعالى بكل صفاته العلية وأسمائه الحسنى وكل ما يليق بكمالاته..وتلخص بكثرة قولك الحمد لله خصوصا عند كل نعمة أنعم بهاسبحانه عليك

3/التسبيح بحمد الله : وهي الكثرة من قولك سبحان الله وبحمده تنزيها له وثناء عليه سبحانه..أي الثناء على الله تعالى ومدحه وشكره بمزج تسابيحه بمحامده سبحانه.

3/ كثرة الإستغفار : وهو طلب المغفرة والصفح والعفو والستر وحسن التجاوز والمسامحة من الله تعالى الغفور الغفار وتلخص بقولك : أستغفر الله .

3/ التوبة : وهي الإقلاع على كل الذنوب  إخلاصا لله تعالى مع الندم  ورد المظالم وكثرة الإستغفار .

3/الإيمان باسمه تعالى التواب : أي المبالغ في توبته على عبادة وفي الغفران لهم والصفح عنهم رغم تكاثر ذنوبهم وكثرة معاصيهم سبحانه وتعالى عن كل نقائصنا بل وحتى عن كمالاتنا سبحانه.

وعندما نزلت هاته السورة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : سبحان الله وبحمده اللهم إغفر لي: يتأول القرآن الكريم .

فأكثروا من التسبيح والحمد والإستغفار فهي من الأذكارالعظيمة..وأوجبوا التوبة على نفوسكم تفلحوا فيها ..فليس الشأن في التوبة بل في الثبات عليها...


أعمال سورة الكافرون



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الكافرون وآياتها 6ولها 6 أعمال مباركة


قل يا أيها الكافرون1
الآية 1/البراءة من الكافرين: أي عدم توليهم ومخالفة معتقداتهم الفاسدة والحذر منهم.. مع كره أعمالهم الجاحدة لفضل الله تعالى ونعمه.. وكل أباطيلهم ونكرانهم لألوهيته تعالى وربوبيته.
1/تشريع حوار الكافرين والمشركين والملحدين بالحسنى: فنحن لا نكره الكفار في أشخاصهم وذواتهم وكخلق لله تعالى ..بل نكره أعمالهم الجاحدة لفضل الله تعالى وكذا تعنتهم أمام الله تعالى ..لذا نكره العمل دون وزن الأشخاص لأنا لا ندري خواتمهم..فربما من الله تعالى على بعضهم بالإيمان..لذا وجب اللطف في دعوتهم وحوارهم تماما كالشدة في جهاد المعتدين والظالمين منهم.

لا أعبد ما تعبدون2
2/ عدم تمثل المومن بعبادات الكفار والمشركين: فالمومن الحق لا يعبد ما يعبد الكافر من آلهة ظاهرة كالأصنام والجبابرة وغيرهم.. أو خفية كحب تكاثرات الدنيا وزينتها وبهارجها ومتعها أكثر من الله تعالى ورسوله والدار الآخرة..فقلب المومن الحق لا يكون سوى لله وحده.

ولا أنتم عابدون ما أعبد3ولا أنا عابد ما عبدتم4ولا أنتم عابدون ما أعبد5

3+4+5/ عدم عبادة الكفار لله تعالى الإله الحق: فالكفار لا يعبدون الله تعالى ولو ادعوا ذلك كاليهود والنصارى وغيرهم من المشركين الذين يدعون توحيد الله تعالى وهم يشركون به جاعلين له الولد والند والشريك سبحانه..إذ لا تكون عبادة الله تعالى إلا بالإسلام ومن يعبد بدين آخر فهو لا يعبد الله تعالى مهما ادعى ذلك...وقد كان دين كل الأنبياء عليهم السلام:الإسلام :إلا أن الكتب المقدسة السابقة كالتوراة والإنجيل والزبور حرفت وكل تعاليمها: فاختلط فيها الحق والباطل ..لذا فلا يعبد الله تعالى إلا بتعاليم القرآن الكريم وسنة المصطفى ومن سبقه من الأنبياء عليهم السلام قبل أن تحريف كتبهم وصحفهم وتعاليمهم.

ولا أنا عابد ما عبدتم4
4/لا يعبد المومن الحق ما يعبد ولا ما كان يعبد الكفار: فيحرم على المسلم التمثل بعبادات الكفار وشركياتهم التي وللأسف سرت في الأمة: حتى أن العديد من المسلمين أصبحوا أيضا لا يومنون إلا وهم مشركون ..فيخلطون بين تعاليم الإسلام الحنيفية وبين تعاليم المشعودين :لحد أن العديد من المسلمين صاروا اليوم ينهلون من أخلاق ومعتقدات بل وتقاليد اليهود والنصارى بل والملحدين والسحرة ووأراجيفهم دون شعور.

لكم دينكم ولي دين 6
6/ تميز الإسلام الكامل :إذ الإسلام وحده اليوم الدين الحق ..وحتى من قبل فقد كان هو دين كل الأنبياء عليهم السلام الذين وللأسف حرفت تعاليمهم ..فالإسلام إذن كامل ومتميز عن كل ما سواه من ديانات باطلة :فيجب عدم الثقة بما يروج له البعض من وحدة الأديان وبأن جوهرها واحد ..فقد كان جوهرها واحدا قبل أن تحرف أما اليوم:فالإسلام وحده الدين الحق ودين كل الأنبياء عليهم السلام.. ويختلف إختلافا جوهريا عن كل ما سواه من الأديان الموضوعة كالبودية والهندوسية والسيخية.. أو المحرفة :أي التي كانت لأنبياء سابقين على فطرة الإسلام وزيفها الأتباع مع تتالي العصور كاليهودية والنصرانية والصابئة وغيرها..فلا عبادة لله إلا بالدين الحق : الإسلام.

فهاته السورة تجسد إذن: البراءة التامة من الكفار ومعبوداتهم كلها وتعمق الإخلاص واليقين إذ لا معبود بحق إلا الله تعالى وما سواه فعبادته باطلة..

أعمال سورة الكوثر



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الكوثر وآياتها 3ولها 6 أعمال كريمة:


إنا أعطيناك الكوثر1
الآية1/ الإيمان بكوثر الرسول صلى الله عليه : وله ثلاثة معاني:
+ كثرة ووفرة الخير المادي والمعنوي الذي أجرى الله تعالى على يدي رسوله صلوات الله عليه دنيا وبرزخا وآخرة ..فقد هدى الله تعالى لرسوله الكريم صلوات الله تعالى عليه خيرا كثيرا ووفيرا ومطلقا ولا متناهي ةالحمد لله: ولا يعلمه سواه سبحانه :فالكوثر إسم مبالغة من كثير .
+وعد الله تعالى لرسوله صلوات الله تعالى عليه بنهر في الجنة يسمى :الكوثر..
+حسب سبب نزول السورة: فقد روي أن بعض المشركين نعت الرسول صلوات الله عليه: بالصريم أي الذي ليس له معقب من الولد..فبشره الله تعالى هنا أيضا بكثرة الأولاد الأحفاد كما هو الحال اليوم..فقد تكاثر أحفاد آل البيت عليهم السلام حتى ملأوا أقطار كل العالم ..بل وأكبر عائلة اليوم هم آل البيت لبركة الله تعالى في نسل فاطمة الزهراء عليها السلام ونبيه عليه الصلاة والسلام.

فصل لربك وانحر 2
2/ الصلاة : وتعني لغة الدعاء ولها فرائض وسنن محددة يجب على كل مسلم فقهها..وهي ثاني ركن في الإسلام بعد الشهادتين ..ومن لم يقم بها فقد هدم ركنا من أهم أركان الإسلام.إذ هي أهم وسيلة لصلة الإنسان بربه وإلا فالإتصال مقطوع ألبتة.حتى أنه روي عن رسول الله صلوات الله عليه أنه قال: العهد الذي بيني وبينكم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وقوله صلى الله عليه وسلم: الفرق بين المومن والكافر ترك الصلاة...إلا أنه كما إجتهد بعض العلماء: أنه كفر دون كفر : أي كفر لا يخرج تارك الصلاة من الملة ولا يحرمه من الميراث والزواج بالمسلمة كالكافر.فله كل حقوق المسلم ما لم يرتد ..إلا أنه قد جاء في الأثر : أن تارك الصلاة يستتاب من الحاكم المسلم ثلاثة أيام فإن لم يصل فهو مرتد وجب قتله حدا.
2/ صلاة العيد : وتفيد هناالسنة المؤكدة لصلاة عيد الأضحى قبل نحر الأضاحي وهي ركعتان بالجهر قبل خطبة العيد وتستحب في مصلى خارج القرية وفي غير المسجد..
2/لا أضحية قبل صلاة عيد الأضحى:فنحر أضحية العيد لا تكون إلا بعد صلاته وذبح الأمير أو الإمام ..ولعيد الأضحى  ثلاثة أيام يستحب نحر الأضحية في أيها تشاء ..إلا أن خير البر عاجله..ويستحب فيها التكبير ثلاثا دبر الصلوات الخمس . بل والكثرة من التكبير والذكر.

إن شانئك هو الأبتر 3
3/ من فضائل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم: أن أكرمه سبحانه وتعالى بالعديد من الخيرات وجعل له من بنته فاطمة الزهراء عليها السلام أحفادا كثر: إذن فلم يكن لا صريما ولا أبترا صلوات الله عليه .. بل هو كثير النسل والخيرات الظاهرة والباطنة.. وكل مبغض للرسول صلوات الله عليه وحاقد عليه وناقم وشانئ له: هو المقطوع والمبتور من الخيرات والمكارم حقا: مهما أوتي من ظاهر المتع والولد..إذن فمحبة الله تعالى مقرونة بمحبة الرسول صلوات الله عليه ..وغضبه وبغضه سبحانه مقرون ببغضه عليه الصلاة والسلام.
3/تحريم ذم أو بغض الرسول صلوات الله عليه : فذمه صلوات الله عليه من صفات كفار الماضي والحاضر ولن نفاجئ بذلك حتى مستقبلا ..فقد كانوا يكيلون له من النعوت عليه الصلاة والسلام :حتى أنهم كانوا يسمونه عليه الصلاة والسلام : مذمما عوض محمدا ..وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يثورون لهذا فقال لهم : دعهم فإنهم يذمون مذمما أما أنا فمحمد ..صلوات الله عليه وسلامه .

أعمال سورة الماعون


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الماعون وآياتها 7ولها 8 أعمال مباركة :


أرآيت الذي يكذب بالدين؟1
الآية 1/عدم التكذيب بالدين : وهي صفة من صفة المنافقين والكفار الذي لا يرون جدوى ولا فائدة من التدين لا دنيويا ولا أخرويا ..فيكذبون بالحسنى التي أمر بها الإسلام مكذبين كل مكارمه ..لذا وجب التصديق بنجاعة التدين بالإسلام دنيا وآخرة .ويعني هذا التكذيب أيضا :إنكار الحساب وإنكار البعث ويوم القيامة لذا وجب اليقين بوقوف العبد أمام الله تعالى للحساب والسؤال عن مدى تدينه يوم البعث والحساب..وهذا التكذيب أصل كل الكفر بل هو الكفر عينه.

فذلك الذي يدع اليتيم2
2/عدم ظلم اليتيم واحتقاره :وتعني القسوة عليه ماديا بأكل مواريثه أو معنويا بعدم الإعتناء به والعطف عليه وتلبية حاجياته فهو محتاج للرفق والحنان واللطف والتصدق أكثر من غيره ..لذا وجبت كفالته من الدولة أو الجمعيات أو الأسر والأفراد..والدار التي تحضن اليتيم من جنان الأرض معنويا .

ولا يحض على طعام المسكين3
3/ الحض على إطعام المساكين :من الجياع والفقراء وما شاكلهم من عابري السبيل والمحتاجين وغيرهم .فهو وكفالة اليتيم فرضي كفاية إذا لم يقم بهما البعض أثم الجميع.وهنا لا يأمرنا الله تعالى بكفالتهم فقط بل بالدعوة أيضا لهذا وحث الآخرين على ذلك..
والخطورة في هاته الآيات الثلات أن من يظلم اليتامى ولا يحض على حقوق المساكين فهو من المكذبين بالدين الذين وقعوا في أعمق أصول الكفر بالله تعالى ..فالتكذيب بالدين كفر..وعدم رحمة اليتامى والمساكين تكذيب ..فاحذر.

فويل للمصلين 4 الذين هم عن صلاتهم ساهون5
4+5/عدم السهو عن الصلاة: أي تأخيرها عن وقتها دون عذر شرعي يتمثل في مرض أو نوم إضطراري أو جمع في سفر .
5/ الأمر بالخشوع :وهي سكينة وطمأنينة وخضوع القلب والروح والعقل وكل جوارح الجسد لله تعالى أثناء الصلاة ..ولا يمكن أن يكون ذلك إلا إذا كان عقل المصلي منتبها أيما إنتباه ويقظا متمعنا ومطمئنا في كل أقوال وحركات وسكنات صلاته دون سرعة وتعجل وفي هدوء زمني ومكاني ملائم للصلاة..

4+5/ هلاك الساهين عن الصلاة: أي المأخرين الصلاة عن وقتها.. فالساهي عن الصلاة ليس هو الساهي فيها..فيمكن ان تقبل الصلاة ولو لم يستطع العبد أداء خشوعها..لكن المصلي آثم إن أخر الصلاة عن وقتها وسهى عليها دون عذر..وألهته تكاثرات الدنيا عن أهم أركان الإسلام وعمود الدين هاته..والخطورة هنا أن الله وعد هؤلاء الساهين عن الصلاة بالهلاك والويل الذي هو نهر من أنهار جهنم تستعيذ من نيرانه نيران الجحيم..

الذين هم يراءون 6
6/عدم الرياء: وهو نقيض الإخلاص لله تعالى ويعني أن يتعبد العابد لهدف وغرض دنيوي مهما كبر أو صغر ..أو من أجل السمعة الطيبة بين الناس. عكس الإخلاص الذي يعني أن تكون غاية كل عبادات المومن وجه الله تعالى أو على الأقل الدار الآخرة لا الدنيا..وقد سماه الرسول صلوات الله عليه بالشرك الخفي ..ومن كفاراته دعاؤك:اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك ما أعلم وأستغفرك لما لا أعلم..ومن أحس به أثناء العبادة..فلا يترك العبادة فإن تركها أكبر من الرياء.. بل ليوطد نفسه على الإخلاص لا :ترك العمل الصالح من أجل الناس : لذا فالرياء ليس فقط أن تعمل العمل الصالح لأجل الناس بل إن تركته أيضا لأجلهم فقد راءيت.

ويمنعون الماعون7
7/ذم منع المعونة : وهي الإمساك عن مساعدة الغير ماديا أو معنويا رغم القدرة على ذلك ..وهي صفة ذميمة تبرز مدى شح النفس وكرهها للتضامن والعون وحب كل خير.

وهاته الصفات المذمومة الخمس التي إحتوتها هاته السورة من:
+ ظلم لليتامى
+ عدم الحض على كفاله المساكين
+ السهو عن الصلاة
+الرياء
+ البخل بالمعونة
جعلها الله تعالى كلها من صفات المكذبين بالدين...فمن إحتوى قلبه وفكره وفعله وقوله هاته الموبقات فهو يكذب بالدين مهما إدعى من إيمان وعمل صالح.


أعمال سورة قريش


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة قريش وآياتها 4ولها 5 أعمال مباركة


لإيلاف قريش1 إيلافهم رحلة الشتاء والصيف2
الآية 1+2/ عدم العجب بمتع وتكاثرات الدنيا وأموالها: كما حال قبيلة قريش الذين أعجبوا برحلتيهم التجاريتين في كل شتاء وصيف ناسين عبادة الله تعالى رغم أن بيته الحرام في قبيلتهم..وناسين أن الله هو الذي من عليهم بهاتين الرحلتين وهم في فيافي الصحراء ليؤلف بينهم..لكن جشع المادة أنساهم كل هاته المعاني ونكروا منة الله عليهم في هذا الإيلاف..

فليعبدوا رب هذا البيت 3
3/ عبادة الله تعالى وحده: وتعني توحيد ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى قولا وعملا ولن يتأتى ذلك سوى بالإلتزام بالإسلام على سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام..
3/ قدسية البيت الحرام :فوجب توقيره وتعظيم حرماته فهو أول بيت وضع للعبادة في كل الأرض .وهذا يستوجب إحترام كل مساجد العبادة بل وحتى كنائس وبيع وصلوات اليهود والنصارى وغيرهم.والصلاة في هذا المسجد الحرام تعدل ألف صلاة فيما سواه..ولا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد : المسجد الحرام هذا بمكة الشريفة..والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس المبارك.كما جاء عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.

الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف 4
4/ الإيمان باسمه تعالى الرزاق : فهو الذي يمد الإنسان بكل نعم الحياة التي لولاها لجاع ولعطش ولعري ولما طابت له الحياة ..مما يستوجب شكرنا الكثير له تعالى وحمدنا له على إسمه الرزاق فسبحانه ما أكرمه . فكل الأرزاق والنعم التي تنعم بها كل المخلوقات منه تعالى ..وخلقها لا له بل ليكرم بها خلقه ..فالحمد له كما يقول سبحانه الرزاق الكريم..
4/الإيمان باسمه تعالى المومن : فهو الذي يبسط الأمن للعباد ويؤمن عيشهم من المخاوف والفتن كما حال قبيلة قريش :التي بمنته تعالى أمنت و طاب لها العيش والقبائل جوعى حواليها ..واطمأنت من المخاوف والناس تتخطف غير آمنة من حواليها .ولإسمه المومن هذا معاني عديدة كما تملي آيات كثيرة أخرى: فالحمد لله على كل أسمائه الحسنى وصفاته العلى سبحانه.


أعمال سورة الفيل


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الفيل وآياتها 5ولها 7أعمال مباركة

ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل؟1

الآية 1/ الإعتبار بقصة أبرهة الحبشي :الذي أراد هدم الكعبة الشريفة في عام ولادة الرسول صلوات الله عليه المسمى بعام الفيل.وتستفاد منها العديد من العبر التي منها :

+ إغترار الكافر دوما بقوته ..ووجوب عدم عجب المومن بالقوة أو الإعتماد عليها وحدها

+ القيمة الكبرى للبيت الحرام عند الله تعالى وحمايته وحفظه مباشرة منه تعالى

+الإيمان بمعجزات الله تعالى العديدة: والمتمثلة هنا في نفور فيل أبرهة عن جهة الكعبة بعد قربه منها ...ورجم طير أبابيل لجحافل جيوشه بحجارات من سجيل..

+قدسية الكعبة المشرفة:فهي قبلة الإسلام ولها رمزية عظيمة في توحيد ووحدة المسلمين.. وسيحفظهاالله تعالى إلى آخر الزمان..

ألم يجعل كيدهم في تضليل؟2

2/ اليقين بأن كيد الظلمة والكفرة دوما إلى خسران وضلال ولو بعد حين .

2/كيد الله تعالى بالكافر: فالكفار يمكرون السيئات..لكن الله تعالى يمكر بهم مكرا أكبر فيهلك بعضهم في الدنيا قبل الآخرة ..ويترك آخرين منهم في طغيانهم يعمهون وهم يحسبون أنهم مهتدون إلى أن يفاجئوا بكارثة موتهم على الضلال والكفر..فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.

2/تضليل الله تعالى للكفار: فالكل بيده تعالى ..فحتى الهداية والضلال ليستا بيد الخلق .. فمن شاء وفقه للهدى والرشاد ..ومن شاء أضله فغوى ..لكنه سبحانه حكيم عدل ..ولا يضل إلا من يستحق حقا هذا التضليل والجهالة..

وأرسل عليهم طيرا أبابيل 3 ترميهم بحجارة من سجيل 4

3+4/ الإيمان بمعجزة طير أبابيل: وكيف أنها بأمر منه تعالى أخذت في أرجلها ومناقرها حجارة من سجيل: فتكت بها بكل جيش أبرهة أصحاب الفيل..فكان مصير هذا الجيش العتيد الذي لا يقهر الإنهزام أمام مخلوقات ضعيفة لا يحسب لها أي حساب.

3+4/تسخير الله تعالى لكل الخلق :فالله يسخر كل المخلوقات كما يشاء وأنى أراد سبحانه وتعالى..فيمكن أن تؤدي مخلوقات وظائف بأمره تعالى مخالفة لطبيعتها كما حال طير أبابيل هنا...فلا يعلم جنود ربك إلا هو.

فجعلهم كعصف ماكول 5

5/ الإيمان ببطش الله الشديد: فهو جبار قهار شديد البطش سبحانه وتعالى :فقد جعل جيش أبرهة كعصف مأكول أي كرواث الدواب ..وهو الجيش الذي كانت تقوم له الدنيا ولا تقعد ...





أعمال سورة الهمزة


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الهمزة وآياتها 9ولها 6 أعمال مباركة

ويل لكل همزة لمزة 1

الآية 1/ وعيد الله تعالى لكل هماز لماز: وذلك بالويل الذي هو من أحر وديان جهنم ..كما يعني الويل الهلاك والوبار التام والعذاب الشديد..

1/النهي عن الهمز واللمز : وهما طعن وغيبة وتعييب وذم الناس إما بالقول والكتابة أو بالإشارات والحركات أو بالأعمال

الذي جمع مالا وعدده 2

2/ذم القرآن لمحبي المال الشغوفين بجمعه: فقلما ينجو إنسان اليوم من حب الماديات وعلى رأسها الأموال الطائلة..حتى أن معظم الذنوب اليوم ترتكب من أجل جني الأموال شغفا وغرورا بها..رغم أن محب المال المولع بكنزه وجمعه قليل الإيمان مذموم شرعا ..فالمال يجب أن يكون وسيلة للحياة لا هدفا منها.والغنى الحقيقي في القناعة وغنى النفس كما جاء عن رسول الله صلوات الله عليه ..وفرق كبير بين الغنى بالمال والغنى عن المال..كما أن هناك بين شاسع بين الغنى بالخلق والغنى بالخالق..لذا فالإسلام يدعونا للغنى بالله عن كل الخلق ..بما في ذلك الغنى حتى عن النفس :فذاك غناها.. لا الغنى بالنفس وبمكاسبها وتكاثرات هاته الحياة الدنيا كما حال عبدة الدراهم والدنانير ..ففي حديث لرسول الله صلوات الله عليه جاء : تعس عبد الدرهم...وفي حوار لرسول الله صلوات الله عليه جاء عن إبليس قوله : لأجعلن الدرهم أحب لأمتك من لا إله إلا الله...ففتنة أمتنا الإسلامية كلها في المال والنساء.

يحسب أن ماله أخلده 3

3/المال لا يهب الخلود :فالغنى لا يخلد صاحبه ولا يطيل عمر أحد.. بل ولا خلود في هاته الدنيا لأي كان..عكس هاته العقيدة الفاسدة لذى بعض الأغنياء حيث يتناسون الموت ظانين أنهم مخلدون في أموالهم :مفتونين وكأن لا زوال لهم ..فترى إبن الثمانين ينسى أنه في أواخر العمر ..بل ويحيا وكأنه في المراهقة والعياذ بالله تعالى .

كلا لينبذن في الحطمة 4

4/ وعيد الله تعالى :وهو إنذاره الشديد هنا للمتهالكين على جمع الأموال بطرحهم ورميهم في نار جهنم التي ستحطمهم فلا هم فيها بالأحياء ولا الأموات ..فالحطمة إسم من أسماء جهنم..

وما أدراك ما الحطمة 5 نار الله الموقدة 6 التي تطلع على الأفئدة 7 إنها عليهم موصدة 8 في عمد ممددة 9

5+6+7+8+9/الخوف من جهنم: وهي أكبر عذاب يمكن أن يتلقاه العاصي لله تعالى ولو كان مسلما ..ونحن مهددون بهذا العذاب الشديد الذي لا يطيقه أحد ..فاللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ..ومن أوصافها في هاته الآيات:

+أنها تحطم كل ما يلقى فيها تحطيما مستبدا وشديدا

+أنها نيران شديدة الإشتعال وموقدة أيما إتقاد ..وقودها الناس والحجارة كما جاء في آيات أخرى..فتأمل نارا وقودها لحمك وعظمك أيها الإنسان ..تأمل كيف سيكون ألمها عليك ؟

+ أن نيرانها تلفح حتى القلوب إلى أن تصل إلى فؤادك.. فالفؤاد هو قلب القلب

+أنها تغلق على الكافرين والمنافقين والشياطين المخلدين فيها إغلاقا تاما لا تفتح بعده أبد الآبدين

+ أن نيرانها تسري في أعمدة نارية عظيمة تزيد من هولها وشدتها..وكأنها أعمدة كهربائية نارية في أقصى طاقاتها..

فاللهم :إني أعوذ بك من عذاب جهنم:

كان من أدعية الرسول صلوات الله عليه في كل صلاة قبل السلام .



أعمال سورة العصر


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة العصر وآياتها 3ولها 6 أعمال مباركة

والعصر إن الإنسان لفي خسر 1

الآية1/ جواز قسم الله تعالى بالمخلوقات كقسمه هنا بالعصر الذي يعني الزمان عموما أو عصر البعثة النبوية الشريفة

1/اليقين بأن كل الناس إلى خسران :ويستحقون عذاب جهنم.. فالأصل إذن في الإنسان هو الهلاك والخسران لا النجاة والفوز :إلا من توفرت فيه الأربع خصال التي تحتويها هاته السورة وهي :

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق 2

2/الإيمان .: وهو التصديق بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ..والعمل بمقتضى ذلك وعلى سنه المصطفى عليه الصلاة والسلام..

2/العمل الصالح : ويتمثل في فعل ما في الإستطاعة من خيرات وترك كل المنكرات ..ولن يستطيع أي كان ذلك ما لم يتمسك بمحجة الرسول صلى الله عليه وسلم ..وبكل الشريعة الإسلامية السمحة ظاهرا وباطنا .. مجتنبا كل النواهي ومؤتمرا بما إستطاع من أوامر.

2/ التواصي بالحق : وهو العمل بالمعروف والإبتعاد على المنكر والحث على ذلك بإبداء النصيحة والتناصح ..ولن يتم ذلك سوى بالدعوة للإسلام كله.. والجدل بالحسنى دفاعا دوما على إحقاق الحق وإبطال البواطل..فالحق إسم من أسماء الله الحسنى ..ودفاعنا عنه دفاع عن صفة من صفاته العليه سبحانه..لكن معظم المسلمين اليوم صاروا لا يأبهون لهذا الأمر القرآني إما جهلا أو خوفا ..بل وحتى صار خير المسلمين اليوم من لم يهتم بأمورهم ..فطغت السلبية والركون للظلمة على معظم الشعوب الإسلامية..والعلماء صاروا مرتزقة بل وهناك حركات وجماعات وأحزاب إسلامية كبرى أصبحت بدورها تتلاعب بالحق الإسلامي ولا تقول إلا ما في صالحها وصالح من تحالفه ...فبدا النفاق عيانا والتجارة والتسلق باسم المذهبية الإسلامية...ولم يعد القرآن هو المرجع بل السياسة هي المرجع الأكبر فصرنا كما قال تعالى : أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟ سؤال لكل المسلمين من حكامهم وعلمائهم وحركاتهم إلى جهلتهم وعامتهم..فمن منا اليوم يومن بكل الكتاب ؟ وأنى لنا ذلك ومعظمنا لم يقرأه ولو مرة ؟ فمشكلتنا ليست في العمل بالحق ..بل في عدم وعينا وجهلنا الكبير بالحق القرآني..وذاك مشكل أكبر .

وتواصوا بالصبر 3

3/ التواصي بالصبر :وهو الجلد على كل ألوان الشدائد والبلايا وتحمل كل الفتن ونصح الغير بذلك :لأنه قلما ينجو مومن يعمل الصالحات ويأمر بالحق من هاته الفتن :لذلك ختمت هاته الصفات بضرورة التواصي بالصبر ..فالله جمع ثلاث صفات للنجاة في آية واحدة تظهر لنا تماسك هاته الوحدة الثلاثية وهي

1/الإيمان 2 العمل الصالح ثم 3 التواصي بالحق ..وكل منها تثمر بل وتوجب الأخرى

وعلم سبحانه وتعالى أنه قل ما ينجو من إتصف بهذه الصفات الثلاث من الأذى والفتن لذلك أكد في آية منفردة بالصفة الرابعة وهي التواصي بالصبر...فليستعد إذن للصبر كل مومن عامل متشبت بالحق : كما كانت سير كل المرسلين والأنبياء عليهم السلام .

فهاته هي الصفات الأربع للمومن الناجي والتي دونها الخسران والعياذ بالله تعالى ..

ولقد كانت سورة العصر من السور التي يعتبر بها ويتناصح الصحابة رضوان الله عليهم كثيرا فقلما يلتقي صحابيان دون أن يذكر بها أحد الآخر.. وذلك لأنها كالفاتحة جامعة لكل الأوامر الربانية الكريمة والمتمثلة في : 1الإيمان و2العمل الصالح و3التواصي بالحق و4التواصي بالصبر.وهي أعمال أربع شاملة دونها الخسران كما مجمل السورة الكريمة .

أعمال سورة التكاثر


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة التكاثر وآياتها 8ولها 8 أعمال كريمة :

ألهاكم التكاثر 1

الآية 1/ الزهد في تكاثرات الدنيا : أي أن لا تلهينا تنوعات وأعمال ومطامع الدنيا عن عبادة الله تعالى ..فتكون قلوبنا دوما معلقة بالله تعالى مهما انغمسنا فيه من أعمال وحركات وأقوال..وذلك يوجب عدم تشتت عقولنا وقلوبنا بالدنيا بل يجب جمع القلب دوما على الله تعالى..

حتى زرتم المقابر 2

2/حتمية الموت : فليس هناك مخلد ولا خالد في هاته الحياة الدنيا ..والكل يموت بما في ذلك الأنبياء عليهم السلام..بل وحتى الملائكة عليهم السلام يموتون جميعا قبل يوم القيامة.

2/تذكر القبر والموت : وهي عبادة من أجل العبادات لأنها تعلم قصر الأمل في الدنيا وذلك هو الزهد بعينه.. فكل الزهد في قلة الأماني الدنيوية ..فيجب دوما تذكر وحشة القبور ووحدتنا فيها وسؤال الملكين عليهما السلام.. فنطلب الله التثبيت ..ولكل المومنين آمين..

كلا سوف تعلمون 3 ثم كلا سوف تعلمون 4

3+4/جهل الإنسان وعدم يقينه الحالي : فمعظم الناس جاهلين بحقيقة الحياة وحقيقة العبودية لله تعالى.. وحتى المومنين فإن إيمانهم لم يصل بعد لليقين الذي يجعلهم واعين عالمين حقا بهاته الحقائق العليا..ومعظم العلماء اليوم جاهلون غير فقهاء.. فما بالك بغيرهم ؟

كلا لو تعلمون علم اليقين 5

5/ تعلم علم اليقين : وهو علم من أجل العلوم الإسلامية ..والذي لا يوخذ من الكتب والأوراق فقط :بل يحصل بالعمل بالشريعة السمحاء والذكر الكثير لله تعالى والدار الآخرة والتفكر في النفس والكون وكل العلوم حتى يحصل اليقين ثم العلم بهذا اليقين ..كما يعني أيضا الإيمان العلمي أي أن يكون المومن مبرهنا بأدلة قاطعة على إيمانه لا مقلدا فقط او مومنا فقط بلسانه دون براهين فكرية وعلمية وقلبية .

لترون الجحيم 6

6/تخيل الجحيم : وهاته علامة من علامات الموقنين فهم يصلون مقاما تبرز لمخيلتهم فيه كل أهوال الآخرة وكأنهم يرون جهنم يقينا وهذا ما يسمى :

ثم لترونها عين اليقين 7

7/ عين اليقين : وهي بصيرة يفتحها الله تعالى في قلوب الموقنين يرون بها بكل صدق وصواب حقائق العقيدة..فيتصورون كل عالم الغيب كأنهم يرونه رأي العين ..فيرون ما لا يرى غيرهم من حقائق الإيمان .كما تحصل عين اليقين هاته برؤية الجن والملائكة أو بالرؤى المتعلقة بالغيب والمبشرات.

ثم لتسألن يومئد عن النعيم 8

8/ المحاسبة عن النعيم : أي أن كل نعمة أنعم بها الله تعالى على عباده إلا وسيسألون عنها يوم القيامة :إن كانت حلالا وصرفت في حلال أم كانت حراما وصرفت في حرام ؟..وإن شكرت وصرفت في إيمان؟ أو كفرت فأعانت على العصيان؟ ..فنحن سنسأل عن كل نعم الدنيا التي يجب أن نحمد الله دوما على حلالها ونتقي الله دوما حتى لا نقع في حرامها.


أعمال سورة القارعة


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة القارعة وآياتها10/ 5 أعمال كريمة :

القارعة ما القارعة؟ 1وما أدراك ما القارعة؟ 2 يوم يكون الناس كالفراش المبثوت 3وتكون الجبال كالعهن المنفوش 4

الآيات 1+2+3+4/ تذكر أهوال القيامة:وهي عبادة شريفة وجليلة القدر تعلم الإنسان المحاسبة الدائمة لنفسه ..ومراقبة الله المتتالية له: فيصلح عمل العبد ويجتنب معظم المعاصي والذنوب.. فتذكر هاته الأهوال العظيمة يثمر الخوف الكبير من الله تعالى والرجاء الأكبر فيه أيضا.. ومن الأهوال التي ذكرت هنا :

+ قرع القيامة الشديد والمهول لعقول وقلوب وأسماع فأرواح الناس لحد الضجر الشديد لشدة أهوالها وتقلب أحوالها..فهي تقرع كل الأكوان والمخلوقات بأهوالها العظيمة

+إزدحام الناس الكثيف في هذا اليوم العظيم لحد التصاق بعضهم ببعض كبساط واحد ملقى على الأرض أو يبدون متناثرين كالفراشات المرتعشة الطائشة ..

+تغير الكون وتطاير الجبال التي هي من أعظم مكونات الأرض ومن أقوى أوتادها.. فتصير كالصوف المغزول وكالهباء والسراب حيث تصير الأرض بساطا واحدا دون جبال ..ويا له من هول والجبال التي هي من أقوى المخلوقات تقتلع من أماكنها قلعا والأرض تبدل غير الأرض ..مما يدل على تغيرات كونية حقا مهولة

فأما من ثقلت موازينه5 فهو في عيشة راضية 6

5+6/الإيمان بالميزان : وهو ميزان يزن به الله تعالى كل أعمال العباد يوم القيامة ولا بد لكل إنس من أن توزن حسناته وسيئاته فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه وقتها.. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يراه وقتها.

5+6/ ثقل وزن المومن وسعادته :مما يثمر له الفوز والرضى ..:فبعد الميزان ترجح حسنات المومن حقا فيحيى بعدها من الرضى والسكينة والسعادة ما لا نستطيع التعبير عنه..

وأما من خفت موازينه 7فأمه هاويه 8

7+8/ خفة وزن الكافر وشقاؤه :فيدحض الكافر ويلقى في حافة جهنم السحيقة : فبعد أن تطيش موازينه وترجح سيئاته على حسناته يلقى في جهنم التي من أوصافها الهاوية : أي يهوي فيها الكفار والمنافقين هوى مهولا..

وما أدراك ما هيه ؟ 9نار حاميه 10

9+10/ الخوف من جهنم: والإستعاذة دوما منها : ومن علاماتها هنا أن لها نيرانا جد حامية :قد بلغت ذروتها من الحرارة ..تكوي ظاهر وباطن الإنسان والجن أعاذنا الله منها آمين .




أعمال سورة العاديات


باسم الله الرحمان الرحيم :

أعمال سورة العاديات وآياتها 11/ 7أعمال مباركة :

والعاديات ضبحا 1 فالموريات قدحا 2 فالمغيرات صبحا 3 فأثرن به نقعا 4 فوسطن به جمعا 5

الآيات 1+2+3+4+5/ مدح الله تعالى للمجاهين في سبيله: والذين من أوصافهم:إمتطاء الخيول الشديدة السرعة لحد سماع تنفسها الشديد وحوافرها تقدح الأرض لحد وريان شظايا النار فتغير على الأعداء منذ الصباح مثيرة غبارها وقد توسط المجاهد البطل بخيله النافرة في سبيل الله تعالى جمع الأعداء بكل بسالة.

إن الإنسان لربه لكنود 6

6/جحود الإنسان :وهي طبيعة في كل الناس الذين فسدت أخلاقهم وساءت طباعهم فيجحدون نعم الله تعالى عليهم وينكرونها لحد نكران ربوبيته تعالى وألوهيته وذاك قمة الكفر والطيش والجحود.فالإنسان كنود جحود كفار ظلوم.

وإنه على ذلك لشهيد 7

7/ الإيمان باسمه تعالى الشهيد : فهو تعالى يرى برؤيا تليق بجلاله وكماله سبحانه كل أعمال الخلق بل وكل المخلوقات فلا تزيغ عنه ذرة في الأرض ولا في السماء ..فهو يشاهد كل شيء وسيشهد غدا على كل أعمال العباد ..فهو إذن أكبر شهيد علينا جميعا سبحانه وتعالى.

7/ شهادة الإنسان لأعماله وعليها : فالإنسان مشاهد وشاهد على أعماله هنا في الدنيا ..وكذلك في الآخرة سيكون عليها شهيدا..ومن أبى بلسانه شهدت عليه كل أعضائه حتى يشهد عليه جلده.

وإنه لحب الخير لشديد 8

8/ النهي عن حب المادة : فالإنسان بطبعه يحب تكاثرات الأشياء التي يقتنيها بالمال ..لذا فهو شغوف بالمال الكثير والنعم الوافرة الخيرة.. ولا يعني الخير في هاته الآية مكارم الأخلاق والخير المعنوي بل الإنسان محب للخيرات المادية ولا بد له من تربية إسلامية حكيمة ليتخلص من هذا الإستعباد المادي نحو الحرية في الله تعالى بعبادته وحده.. فمعظم الناس عبيد للثروات وأسيادها ..

أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور9 وحصل ما في الصدور 10 إن ربهم بهم يومئد لخبير 11

9+10+11/ التذكير بالبعث: فيجب أن نتذكر دوما مصيرنا الأخروي وانبعاثنا للحساب ..حيث سيعلم كل الناس يومئد كل الحقائق بعد أن تبعثر قبورهم ويحصل ما في صدورهم من إيمان أو كفر أمام الله تعالى الخبير دوما بكل شيء ..لذا وجب تذكر كل أهوال القيامة والآخرة قبل الموت وقبل ان تفوتنا فرص الدنيا الكثيرة..فلنتعبد لله تعالى مخلصين قبل فوات الأوان. فتذكر الزرع وقت الحصاد لا طائل وراءه.فلنا فرصة الدنيا لننتهزها فهي مزرعة الآخرة.

إن ربهم بهم يومئد لخبير 11

11/الإيمان باسمه تعالى الخبير : ويعني العلم الدقيق المجمل والمفصل لكل شيء وأمر ..فلا يعزب عن علمه سبحانه حرف ولا نقطة مهما صغرت ولا مجرة ولا عالم مهما كبر سبحانه من عليم خبير .

أعمال سورة الزلزلة


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الزلزلة 9/9 أعمال مباركة

إذا زلزلت الأرض زلزالها 1

الآية 1/ الإيمان بالزلزال العظيم : وهو زلزال يوم القيامة عند النفخة الأولى في الصور حيث يتغير كل الكون ومكوناته وهو زلزال ليس فوضويا بل حكيم من الله تعالى ليمر الكون كله من طوره الدنيوي إلى طوره وتركيبه الأخروي الخالد.فتزلزل الأرض كلها زلزالا شديدا تتغير معه كل معالمها ومعالم كل العوالم.

وأخرجت الأرض أثقالها 2

2/ الإيمان بالبعث : حيث تخرج الآرض بهاته الزلازل العظيمة وبعد النفخة الثانية في الصور كل ما بباطنها.. فيحيي الله تعالى كل ما بباطنها من موتى..وهي آية تدل على إعجاز علمي في علم الجيولوجيا إذ قال الله تعالى /وأخرجت الأرض أثقالها/ والثابت علميا أن سطح الأرض خفيف جدا بالنسبة لثقل نواتها وطبقاتها الداخلية إذ لا تمثل القشرة الأرضية التي نحيا عليها سوى : 100/1 وكلما تعمقت ازداد كثافة وثقل الأرض.. فسبحان الله الذي يضع الكلمات بموازين كلها خبرة وعلم سبحانه..

وقال الإنسان ما لها ؟3

3/ تفاجؤ الإنسان بالقيامة: وذلك لأنه لا يبقى للقيامة إلا الكفار وشرار الناس الغير مومنين بالآخرة ولا بالقيامة ..والجاهلين باندثار الكون في هذا اليوم العظيم فيتساءلون عما أصاب أرضهم في ذهول ودهشة..إذ ياتي أمر الله تعالى كما في آيات أخرى بالقيامة بعد أن تصل الدنيا لأوج عطائها الأرضي ويظن أهلها أنهم قادرون عليها لكن يفاجئون بالقيامة التي لم تكن تخطر لهم على بال..

يومئد تحدث أخبارها 4

4/ شهادة الأرض : فالأرض ستحدث غدا يوم القيامة عن كل الأنباء التي كانت مسرحا لها فهي إذن من أكبر الشهود علينا جميعا وبذلك يتضح ان الأرض عاقلة وليست جمادا كما العديد من المخلوقات التي يتناسى الإنسان أنها عاقلة مثله كالنمل والنحل والطيور وغيرها..فحذاري إن الارض تسجل الصوت والصورة وستكون شاهدا كبيرا علينا..

بأن ربك أوحى لها 5

5/طاعة الآرض لله تعالى : فالأرض وكل الكون مسلم لله تعالى بطبعه لا يعصاه أبدا فما أن تتلقى وحيه تعالى لها بالقيامة : حتى تنفجر بزلازلها شاهدة بأخبارهاعلينا ..ملبية لأمره سبحانه وتعالى .

يومئد يصدر الناس أشتاتا 6

6/ خروج الناس من قبورهم أشتاتا : فكل أمة تحشر لوحدها وكل مع أمثاله ..فتبدوا هاته الأمم والفرق الألوان والأنواع من الناس كلها متفرقة أشتاتا.

ليروا أعمالهم 7

7/ رؤية الناس لأعمالهم : إذ تتمثل الأعمال عيانا للناس كما كانت تنسخها الملائكة ويخزنها الكون فقد ثبت علميا أن كل صورة او صوت :إذن كل قول أو فعل إلا وهو مخزون على حقيقته في الكون ..لذا هناك علم يسعى لالتقاط الصور والأصوات التاريخية لازال اليوم في بدايته.فالإنسان سيرى عمله حقيقة غدا يوم القيامة. وهاته آية من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أيضا..فالإنسان لن يرى عدا يوم القيامة نسخة لعمله بل يرى عمله ..ومن النظريات العلمية الشبه يقينية اليوم ان الإنسان أو أي مخلوق يسير في سرعة الضوء يتوقف عنده الزمان..ومن سار أكبر من سرعة الضوء رأى الماضي فسبحان الله..الكل محزون في الكون..

7/ الحث على العمل الصالح : لذا وجب على الإنسان أن يعلم يقينا أن كاميرات الكون والملائكة مصوبة على كل أعماله ..والعاقل إذا علم هذا يستحيي أن لا يصلح أعماله.وأن يراه الله سبحانه وملائكته الكرام عليهم السلام في أعمال مشينة.غفرانك اللهم .

فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 8 ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره 9

8+9/الإيمان بالميزان ودقته :فكل الأعمال ترى وتوزن غدا يوم القيامة مهما دقت أو عظمت وسيحاسب الإنسان على كل صغيرة وكبيرة..

فاللهم سترك وغفرانك وحفظك آمين




أعمال سورة البينة


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة البينة وآياتها 8/19 عملا كريما

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تاتيهم البينة 1

الآية 1/ الأمر بالإنفكاك عن الكفر : أي محاولة العبدالدائمة البعد عن الكفر ومسبباته ومعتقداته وكل أقواله وأفعاله وأعماله

1/كفر أهل الكتاب : فقد حرف أتباع الكتب السابقة كل كتبهم وبذلك فإن كل أهل الكتاب صاروا بعدهذا التحريف كفارا بالدين الحق ..مائلين لكل ألوان البواطل.

والعديد اليوم ممن يسهرون على حوار الديانات يصفون أهل الكتاب بالتوحيد وهم يدعون ذلك أمام المسلمين أما في عباداتهم كلها فهم ليسوا بموحدين بل ولا يعبدون الإله الخالق الحق رب العالمين...بل ومن المحاورين من يدعي بأن أهل الكتاب ليسوا كفارا ..إذن لنحسم هنا فالله تعالى يقول : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب..فهم إذن كفار مصداقا للآية الكريمة .

1/الإسلام دين البينات : فالإسلام واضح في حقه وأحقيته وخيريته ودعوته الواضحة لكل ألوان الخيرات والمكارم..ومن يظن أن الإسلام غامض فهو واه ..أو أنه لا يحاول بذل مجهود للتدبر والتامل..فعكس كل الديانات الموضوعة والمحرفة الغامضة المعالم والرسوم والطقوس لحد دعوة أتباعها للتقليد الأعمى لأحبارها ورهبانها وكهنتها.. فإن الإسلام لا يقبل هذا التقليد بل يدعو لعبادة الله تعالى عن بينة وبرهان وحجة وإلا فإن الإيمان ضعيف ..ولن يرقى أبدا لليقينيات الإسلامية..لذا فقد كان الكفار وعلى رأسهم اليهود يطلبون الحجج على نبوة رسولنا الكريم ..فجاء ديننا الحنيف مرصعا بكل البراهين والحجج والبينات.

رسول من الله يتلو صحفا مطهرة 2

2/ الرسول صلوات الله عليه والقرآن الكريم أكبر بينات الإسلام : إذ يتضح أن الإسلام دين الحق وأنه حق.. :من سيرة الرسول صلوات الله عليه وكل حياته ..فكل دارس لسيرته صلوات الله عليه من أجل البحث عن الحقيقة لا بد من أن يهتدي إلى أن الرسول صلوات الله عليه رسول ونبي حق من رب العالمين..كما أن من أكبر البراهين على صدق الإسلام وصدق النبوة :القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة.. فالمتدبر لهذا الكتاب الكريم بمنطق سليم لا ريب سيهتدي لبراهينه الحقة البينة فيومن. وكيف لا ولحد اليوم لم تنتهي معجزاته البلاغية والبيانية والعلمية؟.. وفي كل الشعب؟فما أعظمه من نبي عليه السلام ..وما أكرمه من كتاب..فالحمد لله تعالى على نعمة محمد عليه الصلاة والسلام والحمد لله تعالى على نعمة القرآن.

2/ طهارة القرآن :: فالقرآن الكريم كتاب نور وهداية وعلوم تثبتها كل العلوم الحقة وكل العقول الراجحة النيرة..وهو كتاب مطهر عن كل الشوائب والنقائص والأباطيل والضلالات والخطإ بل ومحفوظ لا يمكن ان يحرف.. فكل ما به حق لا ريب فيه ول ما به علم حق لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا منخلفه ..وبيانه وعلميته وكل حقائقه فوق كل هذا واضحة كوضوح شمس الضحى.

فيها كتب قيمة 3

3/القيمة العظمى للسور القرآنية: فالأيات القرآنية كلها بحمد الله تعالى قيمة أي ذات قيمة علمية وعملية بناءة تقوم وتنهض بالفرد والمجتمع كما قامت بالمسلمين الأولين ومجتمعهم لحد تكوينهم لآمة من أعظم أمم التاريخ.. لذا فلا قيامة للأمة الإسلامية دنيويا ولا أخرويا إلا بتطبيق القرآن الكريم بكل آياته وسوره :كما أن دراسته أنتجت ملايين الكتب الإسلامية القيمة.. فهو إذن مصدر الكتب العلمية الناهضة بالأمة لذا وجبت دراسته المستمرة والمتتالية والتجديدية على مر العصور..فكلما تفوق الإنسان علميا وتطور كلما بدت أكثر بينات هذا القرآن الكريم وقيمته العظمى .. وكلماتعمقنا فيه ودرسناه بكل العلوم كلمااستنتجنا المزيد من علومه المتجددة على مر العصور ..فلا يوجد كتاب أنتج كتبا قيمة أكثر وأعظم من القرآن الكريم ولذلك سمي قرآنا أي لكثرة دراسته وقراءته ..فكان بهذا كتابا طاهرا ذو سور وكتب حقا عظيمة وقيمة

وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءتهم البينة 4

4/تفرق الناس الدائم: فبعد أن كان الناس كلهم قبل البعثة أمه كافرة عذا نفر قليل ..تفرقوا بعد مجيء الإسلام إلى ثلات فرق لا رابع لها وهم

+ مومنون بالله تعالى وبرسوله علما وعملا ومسلمين له

+كفار ناكرون وجاحدون للإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام

+منافقون يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والجحود والخبث العميق..

وهاته سنة خالدة من الله تعالى فكلما أتى رسول بكتاب منه تعالى تفرق أهل ذاك الكتاب..كما حال الإنسانية اليوم بين مومن وكافر ومنافق بعد بينات القرآن.

وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة وذلك دين القيمة 5

5/ إخلاص العبادة لله تعالى : وتعني صدق النية في كل العبادات لوجه الله تعالى أو لثواب الآخرة على الأقل دون رياء أو غرض دنيوي دنيء

5/ الحنيفية السمحة : وهي من أهم صفات إسلامنا الحنيف وتعني الميل من كل البواطل إلى الحق لكن دون تهور.. وبكل ترزن وثبات وحكمة...فالعديد من الإخوة لحماسهم للحق وكرههم للبواطل ربما قاموا باعمال ليست حكيمة دفاعا عن المعروف ونهيا عن المناكر ..لذا وجب أن يكون العمل صوابا وعلى حق فتلك الشريعة إذ لا تهور في الإسلام بل هناك حكمة بالعة.فيجب الدفاع عن الحق وتغيير المنكر لكن بكل معروف..فتغيير المنكر دون صواب ولا حكمة منكر في ذاته.

5/إقامة الصلاة : وهي أداؤها بكل فرائضها وسننها وفي أوقاتها وفي جماعة ما استطعت ذلك ..وما لم يكن لك عذر شرعي ..فليس كل مصل بمقيم للصلاة

ومن واجبات إقامتها :

+ إقامة كل سننها وفرائضها

+إقامتها في جماعة وبالمسجد ما لم يكن هناك عذر قاهر

+التبكير لها ما استطعت

5/إيتاء الزكاة: وهو ثالث ركن من أركان الإسلام الخمس بعد الشهادة والصلاة ويليها الصوم والحج فهي إذن عبادة بل وركن أهم من رمضان والحج ولا يفوقها في الإسلام سوى توحيد الله تعالى والصلاة..ولها فقه خاص يجب أن يطلع عليه كل مسلم وهو ميسر في كل كتب الفقه ..فلا بد لكل غني أن يطلع على هذا الفقه الواجب عليه :لأنه يشرح له كيف يؤدي كل حقوق ثروته وإلا فهو ظالم للفقراء والمساكين وكل مستحقي الزكاة بل وسارق لأموالهم ..لذا حارب أبو بكر الصديق رضي الله عليه مانعي الزكاة محاربته للمرتدين. فالكفر بركن من أركان الإسلام ردة عنه كله.

5/إقامة الإسلام لكل الحياة الإنسانية : فالإسلام يعلم الإنسان بل الإنسانية كلها كل ما يصلحها وينهض بها ويقوم بشأنها دنيا وآخرة ..وهنا تبرز قيمته الكبيرة في حياة الإنسانية ومدى خطورة الإبتعاد عن تعاليمه السمحاء..لذلك كان دينا عظيما وذا قيمة كبرى في حياة الناس بما فيهم الكافر ..فقد إستفادت حتى المجتمعات الكافرة معنويا وحتى ماديا من علوم هذا الدين القيم ولولاه لما وصل الإنسان لتطوره حتى المادي هذا.فالإسلام دين القيم الناهضة البناءة وأهم قوائمه هي المذكورة في هاته الآية الكريمة:

+ العبادة بإخلاص

+الحنيفية :وذلك بملازمة الحق والخير والإبتعاد عن البواطل والشرور كلها

+إقامة الصلاة

+إيتاء الزكاة حتى يكون هناك عدل مادي وإلا فالظلم الإقتصادي.

ولقيمة الإسلام وأهميته في حياة الإنسانية ..أن القيامة ستقوم مباشرة بعض رفع القرآن وموت كل المومنين..فمن أجل الإسلام والمسلمين يمدد الله الحياة وإلا فهي النهاية.فالكفار لا يستحقون حتى هاته الحياة الدنيا.

إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نا جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريئة 6

6/خلود الكافرين والمشركين في جهنم: فلا يخرج الكافر من جهنم آبد الآبدين.. عكس المسلم العاصي الذي لا يخلد بحمد الله تعالى فيها..اللهم أجرنا من النار يارب آمين.

6/ الكفار شرار الخلق : فمن أدنى وأحقر ما خلق الله تعالى الإنسان أو الجني الكافر.. فهما أحقر من كل ما برآ سبحانه وتعالى من مخلوقات ..وهما أدنى قيمة حتى من أنجس الحيوانات والبهائم..فالإنسان خلق بين الملاك والحيوان فإن سمى سمى للملائكية وإن سفل تدنى تحت البهيمية النجسة والعياذ بالله تعالى..نعوذ بك اللهم من الكفر. آمين.

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البريئة 7

7/المومنون بالله خيار خلقه تعالى : فليس هناك عند الله تعالى أكرم من المومن التقي النقي الصالح المصلح..لذا فضل سبحانه الأنبياء والرسل عليهم السلام على بعض ملائكته عليهم السلام..بل ومن عوام المومنين من قيمته أكبر من ملاك كما قال الرسول صلوات الله عليه في حديث قدسي شريف : الشاب التائب خير عندي من بعض ملائكتي...فقيمة المومن عظيمة عند الله تعالى حتى أن عمر خاطب مرة الكعبة الشريفة قائلا : أعرف ان حرمتك عظيمة عند الله تعالى لكن حرمة المومن أعظم.فليس هناك في كل المخلوقات من هو أعظم من المومنين بالله تعالى: ملائكة وإنسا وجنا.

جزاؤهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه8

8/ خلود المومنين العاملين في الجنة : وذلك أبد الآبدين: فنعيم الجنة كله خالد.. ومن صفاتها في هاته الآية الكريمة: جريان المياه تحتها مما يومئ إلى كل ألوان المتعة والعيش الطيب الرغيد الناعم فالماء أصل كل الحياة السعيدة للإنسان دنيا وآخرة.

8/رضى الله على المومنين في الجنة: وتعني بسط رحمته الواسعة الكاملة عليهم في الآخرة بعد دخول الجنة وتمتيعهم برؤية وجهه الكريم سبحانه..

8/ رضى المومنين عن الله تعالى : وذلك بعبادته في الدنيا والتسليم لقضائه والرضى بقدره ..وبكثرة تسبيحه وتمجيده وحمده في الجنة بعد أن يغدق عليهم نعمه الوافرة ويمتعهم بالنظر إليه سبحانه.

8/ الخشية من الله تعالى : فمن أهم صفات أهل الجنة خشيتهم لله تعالى في الدنيا وهي الخوف منه تعالى ومن مقامه سبحانه وعذابه ومكره ..والعمل الدائم لاتقاء جهنم.. فالخوف أساس تقوى الله تعالى.. كما أن التوحيد أساس الإيمان.. ولا تقوى لمن لا خوف له كما أنه لا إيمان لمن لا توحيد له.فلا جنة لمن لم يخش الله تعالى كما تشير هاته الآية الكريمة..إذ لا يحسن عمل العبد غالبا إلا خوفا من سيده...فاللهم إنا نسألك علم الخائفين.



أعمال سورة القدر


باسم الله الرحمان الرحيم..

أعمال سورة القدر وآياتها 5/ 7 اعمال مباركة .

إنا أنزلناه في ليلة القدر 1

الآية1/ نزول القرآن الكريم في ليلة القدر :فيروى أن القرآن الكريم نزل كله من اللوح المحفوظ لبيت العزة بالسماء الدنيا دفعة واحدة في هاته الليلة المباركة ..ثم نزل بعد ذلك منجما أي حسب النوازل والأحداث من السماء الدنيا على الرسول صلوات الله عليه..

وما أدراك ما ليلة القدر ؟ 2

2/ تقدير هاته الليلة المباركة: فالقرآن الكريم في هاته الآية الكريمة يعظم قيمة وشرف هاته الليلة المباركة ..لحد أن السورة الكريمة كلها تتحدث عنها وحدها وسميت باسمها .والقدر من القيمة العظمى ومن التقدير أيضا لأن بها يقدر الله تعالى للملائكة الكرام عليهم السلام كل أوامر السنة .

3/عبادة1000شهر: فأي عبادة تؤديها في هاته الليلة فكانما أديتها 1000شهر متتالي أي أكثر من 83 عاما:أي عمرا كاملا..لذا وجب الإجتهاد في هاته الليلة بكل ألوان العبادات وخصوصا قيام الليل وتلاوة القرآن الكريم والدعاء الكثير بتضرع وخشوع

تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر 4

4/ كثرة نزول الملائكة عليهم السلام للأرض في هاته الليلة المباركة :مما يكون لها تأثيرات نورانية وروحية كبيرة على أهل الأرض لا يحس بها وببركاتها سوى أهل الله حقا والمخبتون حقا لله تعالى الخاشعون حقا له.

4/نزول الروح عليه السلام : أي جبريل عليه السلام وهو من أعظم الملائكة عليهم السلام وأمين الوحي .

4/ تنزيل الأوامر :أي نزول الملائكة عليهم السلام بأمور ومهمات كثيرة في هاته الليلة ففيها تقدر كل أمور السنة.

سلام هي حتى مطلع الفجر 5

5/ ليلة السلام : فهي ليلة ّروح وريحان وسكينة وطمانينة وسعادات غامرة وعظيمة للمومنين وسلام لهم من الملائكة عليهم السلام وللكون كله ومومني الجن

..ويستمر سلامها الميمون المبارك حتى يطلع فجر اليوم الموالي.

وقد أوصى الرسول صلوات الله عليه بالتماسها في كل وتر من العشر الأواخر من رمضان أي ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29 من رمضان فاللهم لا تحرمنا فضلها ما حيينا .آمين


أعمال سورة العلق


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة العلق وآياتها 19/ 30 عملا مباركا

إقرأ باسم ربك الذي خلق 1

الآية1/ القراءة لوجه الله تعالى: أي يجب أن نتعلم باسمه سبحانه تعالى لا بأي او لأي إسم آخر ..أي أن ندرس العلوم كلها عبادة له أولا وتلبية لأمره الكريم..لأن التعلم من أجل الدنيا من علامات الساعة البغيضة..فيجب أن نخلص نية قراءتنافتكون عبادة لله تعالى وحده.

1/إخلاص نية القراءة : فلكل إمرئ ما نوى فمن كانت قراءته للدنيا فهي للدنيا ومن كانت قراءته ودراساته للآخرة فهي للآخرة ولله تعالى ..لذا يجب إخلاص نية دراستنا حتى لا يمضي عمرنا كله في الدراسة من أجل الوظيفة الدنيوية فقط..إذ يجب أن ندرس لأن الله أمرنا بذلك فتكون لنا عبادة ..ثم أن نوجه قراءتنا ونربطها دوما بهذا التعبد له تعالى وبدينه الحنيف فننال الحسنتين حسنة الدنيا وحسنة الآخرة.

1/الإيمان باسمه تعالى الخالق : أي المكون والمبدع لكل الكائنات دون مثال سابق: ما نعلم منها وما لم نعلم وبالتالي فهو رب ومالك كل المخلوقات وما تملك.

خلق الإنسان من علق 2

2/ خلق الإنسان من علق: وهو بويضة المرآة حين يلقحها ويعلق بداخلها حيوان منوي من الرجل.

2/تأمل العلقة : فتأمل هاته العظمة في الخلق: وكيف يسوي الله تعالى هذا الإنسان وبكل أجهزته وقلبه وقكره ومشاعره من خلية لا تساوي جزءا من مليون جزء من الماء المهين :الذي يقدفه الرجل فتلقح به بويضة المرأة ليكونا العلقة التي تحتوي على كل خصائص جسم الإنسان ؟؟؟..فسبحان من خلقنا من علقة من ماء مهين.

إقرأ وربك الأكرم 3

3/ تكريم العلم والمتعلم والعالم : فالقراءة كلها كرم ليس معنوي للإنسان فقط بل ومادي أيضا ..فبالقرأءة وحدها وصل الإنسان إلى كل هذا التطور في كل شيء : ماديا ومعنويا..لذا ربط الله تعالى كرمه في هاته الآية بالقراءة إطلاقا فلم يقل كما في الآية 1 إقرآ باسم ربك وربك الأكرم..بل قال إقرآ وربك الأكرم ..فهي كرم حتى لمن لم يخلص نيته لله تعالى...فالعلم مكرمة إذن لصاحبه ولو كان دنيويا..فما بالك بمن أخلص علمه لله تعالى وفي سبيله؟..فالعلماء العاملون ورثة الأنبياء ..وما أدراك ما وراثة الأنبياء ؟فتكريم الإنسان كله في العلم والتعلم لأن الله تعالى لا يعبد بجهل.ولا تنال حرف ووظائف هاته الدنيا بدون تعلم وعلم أيضا.

علم الإنسان بالقلم 4

4/تعليم الإنسان بالقلم : فأول أدوات القراءة والكتابة كان هو القلم ولا زال لحد الآن يلعب دورا هاما وجوهريا في التعليم ..ويعني هنا أن الله علم الإنسان بالقلم الذي نعرفه جميعا.. كما يعني أيضا أن كل علوم الإنسان منبثقة من القلم الأعلى الذي به أجلى وسطرالله تعالى علوم اللوح المحفوظ وهو العقل الأول كما يسميه البعض ..ويروى أنه ملاك كريم جليل عليه السلام كان من الملائكة الكروبيين الهائمين في جلال وجمال علياء الله تعالى والذين لا يعرفون حتى أنهم مخلوقون وهو يعلم علم الإجمال وعلم التفصيل: ففصل به الله تعالى كل شيء في اللوح المحفوظ الذي تستمد منه المخلوقات كل علومها بما في ذلك طبعا الإنسان ..فالله تعالى علم الإنسان مباشرة بالقلم الذي نعلم وبصورة غير مباشرة بالقلم الأعلى.

علم الإنسان ما لم يعلم 5

5/جهل الإنسان وقابليته للتعلم : فالإنسان جاهل بطبعه لكن له قابلية كبرى بل وعظمى للتعلم ..ما ليس للعديد من المخلوقات..فهو يولد على الفطرة :أي قابلية كبرى لقبول الحق والخير..لكن مع بداية فقهه يميل إما للحق وإما للباطل وإما يخلط بهواه بينهما..لذا يلعب التعلم دورا كبيرا في توجيه قلب الإنسان ..وكل علوم الإنسان كما تملي الآية الكريمة مستمدة من الله تعالى: فمن علوم الله تعالى الإنسان ينهل..فهو الموحي سبحانه بكل العلوم ولو بطريقة غير مباشرة ..فالحمد لله الذي من علينا بهاته القدرة على الفهم والحفظ والتعلم وإلا لكنا كالبهائم لا نفقه شيئا..فتأمل عالما إنسانيا دون علوم..طبعا لن يبقى إنسانيا..؟؟.

5/الإيمان باسمه تعالى العليم : فالله تعالى عليم لكن علمه غير مكتسب ولا محدث كالإنسان ..سبحانه وتعالى.. بل هو عليم وخبير بذاته ..فكما أن الجهل صفة طبيعية في الإنسان فالعلم صفة ذاتية لله تعالى سبحانه ..وعلمه لا متناهي ولا محدود ومطلق في الجزئيات والكليات فهو محيط بكل شيء إحاطة دقيقة وشاملة..عكس ما يقول بعض الزنادقة من أن الله تعالى يعلم فقط الكليات لا الجزئيات بل يعلم كلاهما معاسبحانه..بل ويعلم ما يمكن ان نتصوره ولو في الخيال.وما هاته العلوم التي نعلم اليوم إلا ما سطر لناسبحانه بالقلم الأعلى كبداية حتى يوم القيامة..فما بالك بعلوم الآخرة؟..فعلومه لا يمكن حتى أن تخيل سبحانه وتعالى في كمالاتها.

كلا إن الإنسان ليطغى 6

6/عدم الطغيان : فكثير من الناس يتجاوزون حدود العقل والمباح والحلال ليقعوا في اللامعقول والحرام وذاك هو الطغيان الذي هو معنى كبير من معاني الظلم والعتو والفسادفي الأرض..وهو بإيجاز : تجاوز حدود الإنسانية نحو البهيمية العمياء..

أن رآه استغنى 7

7/الإفتقار لله تعالى : فبعض الناس يستغنون بما وهبهم الله تعالى من ماديات عن عبادته وذاك أكبر طغيان..فالأصل في الإنسان أن يبقى دوما فقيرا ومفتقرا لمولاه عز وجل مستغني به :لا عنه بغيره..فالفقر الكلي لله تعالى هو الغنى التام به سبحانه.. ومن لم يفتقر لله تعالى إفتقر لغيره من المخلوقات:وتلك قمة الإملاق.

7/الغنى بالله تعالى : وأدناه أن يحس المومن أن كل رزقه من وبالله تعالى وحده.. وأن الله هو الذي يسر له أسباب الكسب لا ما ملك من طاقات..أما أعلاه فأن يكون قلبه فارغا مما سوى الله تعالى فلا يحتاج إلا إلى الله تعالى لا معنويا ولاماديا.. وتلك قمة الإفتقار لله تعالى وبداية الغنى به سبحانه وتعالى عن كل ما سواه.

كلا إن إلى ربك الرجعى 8

8/ الرجوع والإنابة لله تعالى : إذ يجب على الإنسان أن يكون منيبا لله تعالى أي راجعا عائدا له في كل صغيرة وكبيرة .

8/الإيمان بالرجعى لله: والمتمثلة في عودة كل المخلوقات للحساب أمامه تعالى يوم القيامة ..أي في اليوم الذي نرجع فيه كلنا لله تعالى للجزاء على ما كسبنا في هاته الحياة الدنيا من أعمال غفرانك اللهم.وذلك بعد أن يبعثنا سبحانه وتعالى بعد موتنا يوم القيامة .

أرآيت الذي ينهى 9 عبدا إذا صلى 10

9+10/ النهي والتناهي : وهو الوقوف عند المحارم وعدم عمل غير الحلال والمباح شرعا..ثم النصيحة والتواصي بذلك ..لكن الكافر يقوم بالعكس فعوض النهي عن المنكر والتناهي عنه ينهى عن المعروف ويأمر بالمنكر كصفة أبي جهل هنا الذي كان يحاول منع الرسول صلوات الله عليه من الصلاة كما أشارت الآية..فالأمر بالمعروف والنهي غن المنكر صفة إيمانية ..بينماالأمر بالمنكر والنهي عن المعروف صفة كفر ونفاق.

10/عبدية الرسول صلوات الله تعالى : والعبد الحق هو الممتثل لكل أوامر سيده والمنتهي عن كل نواهيه فهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي إعترف الله في هاته الآية وغيرها بأنه حقا عبده الخالص الحق صلوات ربي وسلامه عليه..فاكتملت بذلك ولاية الله لرسوله صلوات الله عليه بكمال عبديته الخالصة له سبحانه

10/الصلاة والأمر بها : فلا يكفي للمومن الحق أن يصلي بل يجب أن يامر كذلك بها وبغيرها من مكارم الإسلام كما مهمة الأنبياء عليهم السلام ..عكس مهمة آباء الجهل الذين يأمرون بالعكس ..وللأسف اليوم نرى العديد من المسلمين متساهلين في تعليم الصلاة لأولادهم: وذلك غلق من الآباء على أبنائهم لأكبر أبواب التربية والتدين.حتى صار العديد من المسلمين لا يصلون..فهل يعد مسلما من لا يصلي ؟ الجواب من رسول الله صلوات الله عليه : العهد الذي بيني وبينكم الصلاة .فمن تركها فقد كفر ..وقد فسر العلماء أنه كفر دون كفر الكافر أي كفر لا يخرج من الملة ولتارك الصلاة أن يستتاب ثلاث أيام وإلا فالقتل كما أفتى بعض السلف.

أرآيت إن كان على الهدى ؟11

11/ هدى الرسول صلوات الله عليه : وهو رشده ورشادة وحكمته البالغةوتوفيق الله تعالى له لفعل ومعرفة الحقائق الدينية كلها والعمل بها.. وبكل إخلاص لله تعالى.

11/الإهتداء برسول الله صلوات الله تعالى : فطريق الله تعالى مسدودة إلا خلف محمدنا صلوات الله عليه ..فمن زاغ عن محجته وسنته فقد زاغ من الهدى نحو الضلال ... ولا أحد يمكن ان يعلم من الإسلام ما علمه صلوات الله عليه : لذا فإن كل النجاة والهدى في اتباعه واقتفاء آثاره وسنته عليه الصلاة والسلام : لكنه ترك لنا بحمد الله بحورا زاخرة من العلوم والمعارف :فيجب أن يعلم كل المتمذهبين /وبأي مذهب كان سنيا أو صوفيا أو شيعيا / أنهم ليسوا ممثلين للسنة النبوية الشريفة في كلياتها ..فسنته صلوات الله تعالى تفرقت بين كل المذاهب الإسلامية لكن داخل بعضها ما داخله من الإفراط والغلو أو التفريط والتساهل ..اللهم إنا نعوذ بك من أن نضل أو نضل.فخذاري من الغلو..وحذاري من الإسلام الجزئي والإكتفاء بعالم أو فقيه واحد دون تفتح على العلوم الإسلامية كلها..وحذاري من التضليل ومن المضللين: وحتى تقي نفسك من الضلال : يجب أن تكون بداية تعلمك: دراستك ثم دراستك ثم دراستك للقرآن الكريم حتى يكون لك بعدها ميزانا وفرقانا تزن بهما السنة الحقة : فقد كان خلقه صلوات الله عليه القرآن ..وكان قرآنا يمشي على الأرض..كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها..وبدراستك للقرآن الكريم تعرف السنة الحقة وتعلم أيضا خاصية كل مذهب ..فلا تتعصب وتنتمي لكل الأمة ..فلا تكون: من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ...فالرسول صلوات الله عليه رسول أمة لا رسول جماعة..فافهم القرآن الكريم حتى تنزع فتيل الخلاف بينك وبين المسلمين بكل مذاهبهم.:ولا نقول لك هنا أن كل المذاهب على حق بل هناك المحقق وهناك المبطل وهناك الجامع بين الحق والباطل ..فحذاري إنك دون دراسة قرآنية يمكن أن تتيه مع من زل وضل منهم.أو تاخذ جزءا من الفقه تظنه كل الإسلام

أو أمر بالتقوى 12

12/ التقوى : وهو أن تجعل بينك وبين الله وقاية خوفا من مكره وغضبه وعذابه ولن يتاتى لك ذلك إلا بامتثال كل أمر واجتناب كل نهي وكثرة الإستغفار والرجوع دوما لله تعالى في كل صغائرك وكبائرك بكل إخلاص وإنابة وقد جاء في الاثر أن :الأتقى هو الذي يذكر فلا ينسى.والتقوى كما جاء عن علي رضي الله عنه : هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضى بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل.

12/الأمر بالتقوى : أي ان تأمر الناس أيضا بتقوى الله تعالى وإتباع طريق رسله وأنبيائه عليهم السلام.ويتمثل ذلك في أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر ما استطعت.

أرآيت إن كذب وتولى 13

13/النهي عن التكذيب : والتكذيب هو عدم تصديق كل ما جاء به الرسول صلوات الله عليه أو بعضه..وذاك ركن من أركان الكفر كما أن التصديق ركن الإيمان الأكبر.فالمكذب بالرسول صلوات الله عليه أو بعض ما جاء به أو المكذب بأحد من رسله كافر أو منافق.

13/ النهي عن التولي : وهي الرجوع للوراء بعد التقدم وهذا حرام عند الغزو والقتال ..كما يعني التولي الردة عن الإسلام بعد الإيمان به ..وحدهما معا القتل

كما يعني التولي هنا الرجوع عن كل خير مهما يكن .

ألم يعلم بأن الله يرى ؟ 14

14/الإيمان باسمه تعالى البصير : فالله تعالى بصير بكل شيء لا تخفى عليه خافية مهما دقت ليلا أو نهارا في كل ملكه وملكوته تعالى ..لكنه بصير ببصر لا كبصر المخلوقات فهو يرى برؤى تليق بجلاله وكماله وجماله سبحانه وتعالى.. فسبوح قدوس هو تعالى عن التمثل بالمخلوقات.

كلا لئن لم ينته 15

15/الإنتهاء عن محاربة الإسلام: وهي الدعوة لكل من يحقد عن الإسلام ويضاده كأبي جهل بالتوبة والعودة والرجوع عن هذا الإثم الكبير.فمحاربة الإسلام محاربة لإله قوي جبار يمكن أن يأخذك اخذ عزيز مقتدر.. ودون توبة.. في رمشة عين.

كلا لئن لم ينته 15 لنسفعن بناصية 16 ناصية كاذبة خاطئة17 فليدع ناديه سندع الزبانية 18

15+16+17+18/وعيد الله تعالى للمحاربين للدين: وهو الإنذار بالعذاب أو توكيده كما جاء هنا في حق ابي جهل الذي أخبره تعالى أن الزبانية وهي ملائكة العذاب عليهم السلام سيأخذونه من مقدمة رأسه لخطئه وكفره الكبير ومحاربته الشديدة للرسول صلوات الله عليه .ولكل من لم ينتهي على محاربة الإسلام والمسلمين نفس المصير..وهناك اليوم حملة ضد الإسلاميين باسم الإرهاب وهي تهمة يهودية أصبح ينعت بها وللأسف كل مدافع عن الإسلام..حتى أصبحت بعض الدول الإسلامية تخدف من برامجها التعليمية العديد من آيات الله تعالى..وليصير الحرب على الإرهاب اليوم حربا على كل الإسلام وبكل علومه الحقة..لذا فمهمة العلماء المسلمين اليوم أصبحت أكبر من عظيمة أمام هاته الحملة الشرسة ..وللأسف نرى أن معظم العلماء اليوم صاروا لا يبرزون من الإسلام إلا ما يريد أسيادهم ..وصار معظم العلماء مرتزقة يحاربون الدين باسم التدين الجزئي..فيبرزون جزءا كالأخلاق السمحة مثلا ويتناسون الدود على الأمة والعديد من قواعد شريعتنا السمحاء..فلهؤلاء وغيرهم من الكفار وكل المحاربين للإسلام بكتم علومه أوالكفر ببعض آياته الوعيد الأكبر.

16/ لنسفعن بالناصية :ناصية كاذبة خاطئة :وهاته آية من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم إذ اشارت البحوث أن مركز الخطإ والصواب والكذب في دماغ الإنسان عند ناصيته أي مقدمة رأسه تماما كما تشير الآية الكريمة.

18/الإيمان بالزبانيةعليهم السلام : وهو اليقين بوجود ملائكة مختصين في تعذيب الكفرة والمنافقين أبد الآبدين وهم كما وصفهم القرآن الكريم: غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون.

كلا لا تطعه واسجد واقترب 19

19/ عصيان المحاربين للإسلام :إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...وهناك من لا يشمرون فقط في المنكر ..بل ويدعون له مانعين للمعروف محاربين للإسلام كله أو لجزء منه: فالواجب على النبي إذن محاربتهم..أوعصيانهم على الأقل..لكن بالنسبة لعامة المسلمين فهناك فقه كبير لتغيير المنكر يجب أن نفقهه: فلا يجوز تعيير المنكر بمنكر...بل لا يكون تغيير المنكر إلا بحكمة ورزانة ونصيحة وحوار بالحسنى..ولا يلجأ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر للقتال إلا بشروط ذلك..فحذاري من التنطع والحماس الزائد..فقتل الأبرياء لا يجوز باي إسم ..فللجهاد في سبيل الله فقهه الذي فعلا يجب أن لا نتخلى عنه مهما حوربنا: لكن جهادنا ليس فوضويا ظالما كحرب الكفار اليوم علينا..لذا يجب أن نجاهد بالكلمة في محل الكلمة وبالقنبلة في محل القنبلة دون تهور.

19/كثرة الصلاة والسجود لله تعالى :فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد كما جاء عن رسول الله صلوات الله عليه.لذا توصي الآية بكثرة السجود الخالص لله تعالى إقترابا منه سبحانه.كما جاء عن الصحابي الجليل رضي الله الذي سأل الرسول صلوات الله عليه أن يرافقه في الجنة ..فأجابه عليه الصلاة والسلام : أعني على نفسك بكثرة السجود.

19/القرب من الله تعالى : وذلك بالعقل والقلب وامتثال كل الجوارح والجوانح له تعالى إلى أن تحس الروح بشفافيتها وصفائها بهذا القرب المسكن والمطمئن..ولن يكون ذلك سوى بعلم وفير وذكر كثير وعبادة خاشعة وخالصة لوجهه سبحانه.

أعمال سورة التين


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة التين وآياتها8 / 7 أعمال مباركة

والتين والزيتون 1 وطور سينين 2 وهذا البلد الأمين 3

الآيات 1+2+3/ جواز قسم الله تعالى بالمخلوقات كما أقسم هنا بالتين والزيتون كناية على أرض فلسطين المقدسة ثم أقسم بجبل طور سيناء بمصر ثم مكة الشريفة ...

3/أمن مكة الشريفة : فقد أمنها الله تعالى منذ أوت إليها هاجر عليها السلام ..بل وأمنها في الجاهلية والناس يتخطفون من حولها وجعل لها حرما آمنا ...حتى قيل : أمن مكة أمن العالم ...فإذا لم تأمن مكة زلزل كل العالم.

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم 4

4/ قوام خلق الإنسان: أي أن الله تعالى خلق الإنسان كاملا وفي أحسن صورة وزوده بكل ما ينفعه من أعضاء ظاهرة بجسمه وجوارحه وباطنة بروحه وعقله ومشاعره وكل جوانحه ليقوم بكل أمور حياته فهيأه بإتقان من معدته إلى عقله وقلبه وكل أجهزته الجسمية والنفسية والفكرية..فالإنسان مخلوق إذن في جاهزية وبمهارة عليا..بل وتعمل كل حواسه بطريقة تكاد تكون كلها معجزات فسوائل جسمه كلها بكمية دقيقة وخلاياه تتغدى بإتقان وبصره وسمعه وشمه وكل حواسه دقيقة.... فسبحان من خلق فأتقن.

ثم رددناه أسفل سافلين 5

5/تدني الإنسان : لكن رغم أن الإنسان خلق في أحسن تقويم إلا أن الله حكم عليه بعد خطيئة أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام.. بالنزول لأسافل الكون ليعيش هاته الحياة الدنيئة بالنسبة لما عند الله تعالى ولهذا سميت بالحياة الدنيا الذي من إتبع منطقها الدنيوي ضل دنيئا في كل شيء ..في فكره ونفسيته وقلبه بل وروحه وكل أسلوب حياته مهما تطور ماديا ..فماديات هاته الحياة الدنيا كلها دنيئة أمام ماديات الآخرة بل كسراب سرعان ما سيزول...والشخصية الدنيوية بكل سماتها دنيئة امام الشخصية الأخروية في كل مظاهرها وتجلياتها..فكل الناس إذن في تدني وسفلية سحيقة في هاته الحياة الدنيا إلا من إتصف بالإيمان العملي:

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون 6

6/ الإيمان والعمل الصالح : فالإيمان كما جاء عن رسول الله صلوات الله عليه : ما وقر في القلب وصدقه العمل ..فلا يكفي التصديق باللسان لأن الإيمان الحق هو الإيمان القلبي العملي وكلما كان هذا الإيمان قويا إلا وأثمر من العمل الصالح ما لا يتصور..إذ العمل الصالح على قدر الإيمان عند المومن...بينما الكافر ولو عمل عملا يبدو صالحا فهو غير مقبول كما أن المومن لا يقبل منه الإيمان بدون عمل...بل ولا إيمان إلا بالعمل الصالح : فكيف يكون مومنا من هو خال ألبتة من الصالحات؟.فالإيمان الحق إذن إيمان عملي.

6/ثواب المومنين: وهو وعد الله تعالى هنا للمومنين العاملين بأجر يستحقونه على مابدلوه من جهد كما تملي الآية الكريمة رغم أن الفضل كله لله يوتيه من يشاء ..فالحمد له تعالى يعطيك الإيمان والعمل الصالح ويوفقك لذلك ثم يجازيك عليه.. فما أكرمه سبحانه.

فما يكذبك بعد بالدين ؟7

7/ عدم التكذيب بالدين : أي التصديق بالإسلام وبثمراته دنيا وآخرة..إذ يجب على المومن ليكون مومنا حقا بدينه أن يصدق بأن لا خير له لا دنيا ولا في آخرته إلا في إتباع إسلامه الحنيف..ومن ظن أن خيره في غير دينه فهو مكذب بالدين...وكيف يكذب الكافر بالإسلام والله أعطاه من البراهين ما لا يعد؟: فهو خلقه في أحسن تقويم وأنزله لعالمه السفلي وأمره فقط بالإيمان والعمل الصالح ليجازيه دون منة والمن والفضل له تعالى : فكيف يكفر الإنسان رغم هذا ويكذب؟: كما تشير السورة .

أليس الله بأحكم الحاكمين ؟8

8/ الإيمان باسمه تعالى أحكم الحاكمين : وهو اليقين بأن الله تعالى ملك حق مدبر لكل صغيرة وكبيرة في الكون ومتحكم في كل أمر وفي كل شيء تحكما مطلقا لا تزيغ عن حكمه درة ..حتى أن الكافر لا يكفر إلا بمشيئته ولا العاصي يعصيه غصبا عنه: فهو مهيمن على كل شيء وأمر.. بل ويتحكم حتى في حرية الآخرين فمن شاء هداه ومن شاء تركه لنفسه فضل.فهو إذن ملك حق قدير مهيمن متحكم في الكل تحكما مطلقا فهو أحكم الحاكمين.وحين نزل قوله تعالى : لله الخلق والأمر ...قال عمر رضي الله عنه : فمن تبقى له شيء فليأخذه : فليس هناك في كل العوالم إلا خلق وأمر.. فمن هو مالك الخلق كله؟ ومن ملك الأمر الحق ؟ أتركك تجيب...فكيف نحكم بغير شرعه ونحن مسلمين له؟

8/ حاكمية الله تعالى : فالحكم إذن الحق والعدل لله تعالى..لذا وجب الحكم والتحكيم بشريعته الغراء..فالتحكيم والتحاكم بغيرها ضلال وكفر بالدين.وتحكيم الشريعة أمر قرآني : إن الحكم إلا لله ..وعدم تحكيمها هضم لحق الله تعالى في التشريع والملك.وظلم بالتالي للمحكومين من عباده...لكن هذا لا يلغي كل القوانين الوضعية جملة وتفصيلا بل يجب أن نتدرج بها نحو الشريعة فنتدرج من المجتمع المدني لمجتمع الشريعة رويدا كما كان في فجر الإسلام فالإصلاح بالشريعة إذن تدريجي...ودساتيرنا الحالية ليست كلها جائرة كما يظن البعض بل منها قوانين وبنود حقا يجب أن تحدف وأخرى تنقح ...ثم نكمل كل البنود بالشريعة لا أن نومن ببعض الكتاب ونكفر ببعض ؟ فنضع عوض حكم الله في جريمة حكما وضعيا..أو نحل ما حرم الله أن نحرم ما أحل كما بعض دساتيرنا ...فالمشكل إذن مشكل تنقيح وتصحيح وزيادة لا إلغاء لكل الدساتير.