الأربعاء، 9 يناير 2013

أعمال سورة البينة


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة البينة وآياتها 8/19 عملا كريما

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تاتيهم البينة 1

الآية 1/ الأمر بالإنفكاك عن الكفر : أي محاولة العبدالدائمة البعد عن الكفر ومسبباته ومعتقداته وكل أقواله وأفعاله وأعماله

1/كفر أهل الكتاب : فقد حرف أتباع الكتب السابقة كل كتبهم وبذلك فإن كل أهل الكتاب صاروا بعدهذا التحريف كفارا بالدين الحق ..مائلين لكل ألوان البواطل.

والعديد اليوم ممن يسهرون على حوار الديانات يصفون أهل الكتاب بالتوحيد وهم يدعون ذلك أمام المسلمين أما في عباداتهم كلها فهم ليسوا بموحدين بل ولا يعبدون الإله الخالق الحق رب العالمين...بل ومن المحاورين من يدعي بأن أهل الكتاب ليسوا كفارا ..إذن لنحسم هنا فالله تعالى يقول : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب..فهم إذن كفار مصداقا للآية الكريمة .

1/الإسلام دين البينات : فالإسلام واضح في حقه وأحقيته وخيريته ودعوته الواضحة لكل ألوان الخيرات والمكارم..ومن يظن أن الإسلام غامض فهو واه ..أو أنه لا يحاول بذل مجهود للتدبر والتامل..فعكس كل الديانات الموضوعة والمحرفة الغامضة المعالم والرسوم والطقوس لحد دعوة أتباعها للتقليد الأعمى لأحبارها ورهبانها وكهنتها.. فإن الإسلام لا يقبل هذا التقليد بل يدعو لعبادة الله تعالى عن بينة وبرهان وحجة وإلا فإن الإيمان ضعيف ..ولن يرقى أبدا لليقينيات الإسلامية..لذا فقد كان الكفار وعلى رأسهم اليهود يطلبون الحجج على نبوة رسولنا الكريم ..فجاء ديننا الحنيف مرصعا بكل البراهين والحجج والبينات.

رسول من الله يتلو صحفا مطهرة 2

2/ الرسول صلوات الله عليه والقرآن الكريم أكبر بينات الإسلام : إذ يتضح أن الإسلام دين الحق وأنه حق.. :من سيرة الرسول صلوات الله عليه وكل حياته ..فكل دارس لسيرته صلوات الله عليه من أجل البحث عن الحقيقة لا بد من أن يهتدي إلى أن الرسول صلوات الله عليه رسول ونبي حق من رب العالمين..كما أن من أكبر البراهين على صدق الإسلام وصدق النبوة :القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة.. فالمتدبر لهذا الكتاب الكريم بمنطق سليم لا ريب سيهتدي لبراهينه الحقة البينة فيومن. وكيف لا ولحد اليوم لم تنتهي معجزاته البلاغية والبيانية والعلمية؟.. وفي كل الشعب؟فما أعظمه من نبي عليه السلام ..وما أكرمه من كتاب..فالحمد لله تعالى على نعمة محمد عليه الصلاة والسلام والحمد لله تعالى على نعمة القرآن.

2/ طهارة القرآن :: فالقرآن الكريم كتاب نور وهداية وعلوم تثبتها كل العلوم الحقة وكل العقول الراجحة النيرة..وهو كتاب مطهر عن كل الشوائب والنقائص والأباطيل والضلالات والخطإ بل ومحفوظ لا يمكن ان يحرف.. فكل ما به حق لا ريب فيه ول ما به علم حق لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا منخلفه ..وبيانه وعلميته وكل حقائقه فوق كل هذا واضحة كوضوح شمس الضحى.

فيها كتب قيمة 3

3/القيمة العظمى للسور القرآنية: فالأيات القرآنية كلها بحمد الله تعالى قيمة أي ذات قيمة علمية وعملية بناءة تقوم وتنهض بالفرد والمجتمع كما قامت بالمسلمين الأولين ومجتمعهم لحد تكوينهم لآمة من أعظم أمم التاريخ.. لذا فلا قيامة للأمة الإسلامية دنيويا ولا أخرويا إلا بتطبيق القرآن الكريم بكل آياته وسوره :كما أن دراسته أنتجت ملايين الكتب الإسلامية القيمة.. فهو إذن مصدر الكتب العلمية الناهضة بالأمة لذا وجبت دراسته المستمرة والمتتالية والتجديدية على مر العصور..فكلما تفوق الإنسان علميا وتطور كلما بدت أكثر بينات هذا القرآن الكريم وقيمته العظمى .. وكلماتعمقنا فيه ودرسناه بكل العلوم كلمااستنتجنا المزيد من علومه المتجددة على مر العصور ..فلا يوجد كتاب أنتج كتبا قيمة أكثر وأعظم من القرآن الكريم ولذلك سمي قرآنا أي لكثرة دراسته وقراءته ..فكان بهذا كتابا طاهرا ذو سور وكتب حقا عظيمة وقيمة

وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءتهم البينة 4

4/تفرق الناس الدائم: فبعد أن كان الناس كلهم قبل البعثة أمه كافرة عذا نفر قليل ..تفرقوا بعد مجيء الإسلام إلى ثلات فرق لا رابع لها وهم

+ مومنون بالله تعالى وبرسوله علما وعملا ومسلمين له

+كفار ناكرون وجاحدون للإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام

+منافقون يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والجحود والخبث العميق..

وهاته سنة خالدة من الله تعالى فكلما أتى رسول بكتاب منه تعالى تفرق أهل ذاك الكتاب..كما حال الإنسانية اليوم بين مومن وكافر ومنافق بعد بينات القرآن.

وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة وذلك دين القيمة 5

5/ إخلاص العبادة لله تعالى : وتعني صدق النية في كل العبادات لوجه الله تعالى أو لثواب الآخرة على الأقل دون رياء أو غرض دنيوي دنيء

5/ الحنيفية السمحة : وهي من أهم صفات إسلامنا الحنيف وتعني الميل من كل البواطل إلى الحق لكن دون تهور.. وبكل ترزن وثبات وحكمة...فالعديد من الإخوة لحماسهم للحق وكرههم للبواطل ربما قاموا باعمال ليست حكيمة دفاعا عن المعروف ونهيا عن المناكر ..لذا وجب أن يكون العمل صوابا وعلى حق فتلك الشريعة إذ لا تهور في الإسلام بل هناك حكمة بالعة.فيجب الدفاع عن الحق وتغيير المنكر لكن بكل معروف..فتغيير المنكر دون صواب ولا حكمة منكر في ذاته.

5/إقامة الصلاة : وهي أداؤها بكل فرائضها وسننها وفي أوقاتها وفي جماعة ما استطعت ذلك ..وما لم يكن لك عذر شرعي ..فليس كل مصل بمقيم للصلاة

ومن واجبات إقامتها :

+ إقامة كل سننها وفرائضها

+إقامتها في جماعة وبالمسجد ما لم يكن هناك عذر قاهر

+التبكير لها ما استطعت

5/إيتاء الزكاة: وهو ثالث ركن من أركان الإسلام الخمس بعد الشهادة والصلاة ويليها الصوم والحج فهي إذن عبادة بل وركن أهم من رمضان والحج ولا يفوقها في الإسلام سوى توحيد الله تعالى والصلاة..ولها فقه خاص يجب أن يطلع عليه كل مسلم وهو ميسر في كل كتب الفقه ..فلا بد لكل غني أن يطلع على هذا الفقه الواجب عليه :لأنه يشرح له كيف يؤدي كل حقوق ثروته وإلا فهو ظالم للفقراء والمساكين وكل مستحقي الزكاة بل وسارق لأموالهم ..لذا حارب أبو بكر الصديق رضي الله عليه مانعي الزكاة محاربته للمرتدين. فالكفر بركن من أركان الإسلام ردة عنه كله.

5/إقامة الإسلام لكل الحياة الإنسانية : فالإسلام يعلم الإنسان بل الإنسانية كلها كل ما يصلحها وينهض بها ويقوم بشأنها دنيا وآخرة ..وهنا تبرز قيمته الكبيرة في حياة الإنسانية ومدى خطورة الإبتعاد عن تعاليمه السمحاء..لذلك كان دينا عظيما وذا قيمة كبرى في حياة الناس بما فيهم الكافر ..فقد إستفادت حتى المجتمعات الكافرة معنويا وحتى ماديا من علوم هذا الدين القيم ولولاه لما وصل الإنسان لتطوره حتى المادي هذا.فالإسلام دين القيم الناهضة البناءة وأهم قوائمه هي المذكورة في هاته الآية الكريمة:

+ العبادة بإخلاص

+الحنيفية :وذلك بملازمة الحق والخير والإبتعاد عن البواطل والشرور كلها

+إقامة الصلاة

+إيتاء الزكاة حتى يكون هناك عدل مادي وإلا فالظلم الإقتصادي.

ولقيمة الإسلام وأهميته في حياة الإنسانية ..أن القيامة ستقوم مباشرة بعض رفع القرآن وموت كل المومنين..فمن أجل الإسلام والمسلمين يمدد الله الحياة وإلا فهي النهاية.فالكفار لا يستحقون حتى هاته الحياة الدنيا.

إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نا جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريئة 6

6/خلود الكافرين والمشركين في جهنم: فلا يخرج الكافر من جهنم آبد الآبدين.. عكس المسلم العاصي الذي لا يخلد بحمد الله تعالى فيها..اللهم أجرنا من النار يارب آمين.

6/ الكفار شرار الخلق : فمن أدنى وأحقر ما خلق الله تعالى الإنسان أو الجني الكافر.. فهما أحقر من كل ما برآ سبحانه وتعالى من مخلوقات ..وهما أدنى قيمة حتى من أنجس الحيوانات والبهائم..فالإنسان خلق بين الملاك والحيوان فإن سمى سمى للملائكية وإن سفل تدنى تحت البهيمية النجسة والعياذ بالله تعالى..نعوذ بك اللهم من الكفر. آمين.

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البريئة 7

7/المومنون بالله خيار خلقه تعالى : فليس هناك عند الله تعالى أكرم من المومن التقي النقي الصالح المصلح..لذا فضل سبحانه الأنبياء والرسل عليهم السلام على بعض ملائكته عليهم السلام..بل ومن عوام المومنين من قيمته أكبر من ملاك كما قال الرسول صلوات الله عليه في حديث قدسي شريف : الشاب التائب خير عندي من بعض ملائكتي...فقيمة المومن عظيمة عند الله تعالى حتى أن عمر خاطب مرة الكعبة الشريفة قائلا : أعرف ان حرمتك عظيمة عند الله تعالى لكن حرمة المومن أعظم.فليس هناك في كل المخلوقات من هو أعظم من المومنين بالله تعالى: ملائكة وإنسا وجنا.

جزاؤهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه8

8/ خلود المومنين العاملين في الجنة : وذلك أبد الآبدين: فنعيم الجنة كله خالد.. ومن صفاتها في هاته الآية الكريمة: جريان المياه تحتها مما يومئ إلى كل ألوان المتعة والعيش الطيب الرغيد الناعم فالماء أصل كل الحياة السعيدة للإنسان دنيا وآخرة.

8/رضى الله على المومنين في الجنة: وتعني بسط رحمته الواسعة الكاملة عليهم في الآخرة بعد دخول الجنة وتمتيعهم برؤية وجهه الكريم سبحانه..

8/ رضى المومنين عن الله تعالى : وذلك بعبادته في الدنيا والتسليم لقضائه والرضى بقدره ..وبكثرة تسبيحه وتمجيده وحمده في الجنة بعد أن يغدق عليهم نعمه الوافرة ويمتعهم بالنظر إليه سبحانه.

8/ الخشية من الله تعالى : فمن أهم صفات أهل الجنة خشيتهم لله تعالى في الدنيا وهي الخوف منه تعالى ومن مقامه سبحانه وعذابه ومكره ..والعمل الدائم لاتقاء جهنم.. فالخوف أساس تقوى الله تعالى.. كما أن التوحيد أساس الإيمان.. ولا تقوى لمن لا خوف له كما أنه لا إيمان لمن لا توحيد له.فلا جنة لمن لم يخش الله تعالى كما تشير هاته الآية الكريمة..إذ لا يحسن عمل العبد غالبا إلا خوفا من سيده...فاللهم إنا نسألك علم الخائفين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق