باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة الفجر وآياتها30/ 26 عملا مباركا:
والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسري 4
الآيات1+2+3+4/جواز قسم الله تعالى وحده بالمخلوقات :كقسمه هنابالفجر وهو وقت طلوع الصبح أو صلاة الفجر..وقسمه بالعشر الأولى من ذي الحجة التي تستحب فيها كثرة العبادات والصوم.وقسمه بالشفع والوتر بمعنى كل مزدوج ومفرد كما تعني صلاة الشفع والوتر وايضا يوم عيد الاضحى ويوم عرفة. كما اقسم سبحانه وتعالى بسريان الليل في ظلمته/ وحلكته/ نحو النهار.
هل في ذلك قسم لذي حجر 5
5/إستفادة ذوي الألباب من آيات الله تعالى : إذ لا يستفيد من قسم الله تعالى وآياته إلا ذو حجر: أي من له عقل راجح ومنور وكبير.
ألم تر كيف فعل ربك بعاد6إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8
6+7+8/إهلاك الله تعالى لعاد: وهم قوم نبي الله هود عليه السلام..لكنهم كذبوا به وبآيات الله تعالى فأفناهم الله تعالى وعاصمتهم إرم التي كانت من أكبر مدن عصرهم وأكثرها إزدهارا وتقدما مادياوقتها..فقد كانت لهم حضارة مادية كبيرة لم تغن عنهم من عذاب الله شيئا لكفرهم وتعنتهم.
وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9
9/إهلاك الله تعالى لثمود: وهم الذين كذبوا نبي الله صالح عليه السلام وعقروا الناقة المعجزة..فأفناهم الله وكل قراهم.
وفرعون ذي الأوتاد 10 الذين طغوا في البلاد 11 فأكثروا فيها الفساد12 فصب عليهم ربك سوط عذاب 13
10+11+12+13إهلاك الله تعالى لفرعون وجنوده: فقد كان فرعون ملكا مسرفا في مصر طاغيا هو وجنوده..فكان يقيم دولة دكتاتورية عسكرية مستبدة تستعبدشعبه وبني إسرائيل الذين كان منهم المومنون وقتها..فكان الفساد بكل ألوانه سار في هاته المملكة الظالمة..فأغرقهم الله تعالى في البحر وهم يحاولون قتل نبي الله موسى عليه السلام كي لا يحرر بني إسرائيل منهم.
إن ربك لبالمرصاد 14
14/مرصاد الله تعالى : فالله سبحانه وتعالى يرصد ويترقب كل الخلق وأعمالهم ومن شاء عجل له العقوبة بسرعة في هاته الحياة الدنيا أيضا قبل الآخرة.
14/الإيمان باسمه تعالى الرقيب: فهو مراقب ورقيب على كل حركات وسكنات بل وخطرات العباد.لذا يجب أن نستشعر هاته المراقبة الإلهية لنا فنستحيي من فعل ما لا يرضاه سبحانه.
14/مقام المراقبة: وهو مقام جليل من مقامات المحسننين يستشعر فيه العبد المومن بان الله تعالى يراه في كل صغيرة وكبيرة..فيلتزم حياء وخوفا ورجاء فيه سبحانه وتعالى.
فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن 15
15/الغنى ليس بتكريم من الله تعالى: فعكس بني إسرائيل الذين يظنون ان الأغنياء مكرمون من الله تعالى..تشير الآية الكريمة بأن الغنى المادي ليس بدليل على عناية الله تعالى بالعبد..بل التكريم يكون بالتقوى لا غير كما قال الله تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم...وليس أغناكم .
وإما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني 16
16/الفقر ليس إهانة من الله تعالى: فعكس العديد من الناس الذين يهينون الفقراء ويظنون أن الفقر شر من الله تعالى لحد إزدرائهم للفقراء والمساكين والقسوة عليهم ..فالله سبحانه وتعالى يؤكد هنا أن الفقر لا يعد تكريما ولا إهانة من الله تعالى تماما كالغنى.
كلا..بل لا تكرمون اليتيم 17
17/إكرام اليتيم : وذلك يكون ماديا ومعنويافتنبغي كفالته والعناية بكل شؤونه فهو محتاج أكثر من غيره لهذا العطف المادي والمعنوي..وذاك واجب على الدولة ومستحب في حق كل من له المقدرة على ذلك.
ولا تحضون على طعام المسكين 18
18/الحض على إطعام المساكين : فلا يكفي هنا إطعامهم بل ينبغي السعي لحل كل مشاكلهم ومحاربة كل ألوان مجاعاتهم ومعالجة كل أنواع ومسببات الفقر..والحث والتواصي والدعوة لذلك.
18/محاربة المجاعات: وهذا واجب على كل ذي مقدرة وفي العالم باسره فكيف بين المسلمين؟
وتاكلون الثرات أكلا لما 19
19/تحريم هضم المواريث: وهو أكل ميراث اليتامى والنساء والضعفاء عموما إما مباشرة او بقوانين جائرة تمنعهم من حقوقهم.
19/ذم جمع وكنز الثروات: وخصوصا إذا كانت من حرام..لأنه كما قال عيسى عليه السلام: قلوبكم حيث كنوزكم..فلا يخسر القلب إلا حب تكاثرات هاته الدنيا الفانية وثرواتها.فالغنى الحقيقي إنما في هو في غنى القلب والقناعة لا بجمع طائل الثروات من حلال وحرام كما يفعل معظم الأثرياء.
وتحبون المال حبا جما 20
20/ذم حب المال: ففي حديث لإبليس لعنه الله تعالى أنه قال للرسول صلوات الله عليه:لأجعلن الدرهم أحب لأمتك من لا إله إلا الله ..وهذا واقعنا اليوم وللأسف: والفتنة المادية قد عصفت بعقول وقلوب العديد من المسلمين..فحب كثرة الأموال من قلة الإيمان..فيجب أن تكون الأموال في ايدينا فقط ..وكوسيلة فقط للحياة لا غاية منها كلها ..وليس وثنافي قلوبناكما حال معظم الناس اليوم.
كلا إذا دكت الأرض دكا دكا 21 وجاء ربك والملك صفا صفا 22 وجيء يومئذ بجهنم23
21+22+23/النذير بيوم القيامة : والذي من أهواله هنا زلازل الأرض المهولة لحد دكها دكا قاسيا شديدا..ومجيء الله تعالى والملائكة مجيئا يليق بجلاله تعالى وكماله دون تكييف ..فالله تعالى فوق الزمان والمكان..ويأتي الملائكة بجهنم وهم يسوقونها بقوة فتكاد تتفلت منهم لهيجانها وكدرها وغضبها على الكافرين والعصاة..اللهم إنا نعوذ بك منها ومن أهوال هذا اليوم آمين.
يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى 23
23/تذكر الإنسان لكل الحقائق الدينية يوم القيامة وأعماله: ففي هذا اليوم يصير الكل مومنا بالله سبحانه وتعالى وبالإسلام ومتذكرا لكل أعماله بالدنيا.. لكن ولات حين مناص :فقد فات وقت الإيمان الغيبي الذي هو الحياة الدنيا..فلا تنفع النفوس وقتها اعترافها بالغيبيات ولا إيمانها يومئذ بالله تعالى.
23/عدم منفعة إيمان الكافر يوم القيامة: فالكل غدا يوم القيامة سيوقن بالإسلام لكن لا ينفع الإيمان وقتها من لم يومن في الدنيا..
يقول يا ليتني قدمت لحياتي 24
24/ندم الناس يوم القيامة: فالكافر يندم على كفره وضلاله بينما يندم المومن على تفريطه وقلة أعماله..فيعرف أنه لم يكن موقنا كامل الإيمان وإلا لما ارتكب معصية واحدة.
فيومئد لا يعذب عذابه أحد 25 ولا يوثق وثاقه أحد 26
25+26/كل يعاقب بذنوبه: فلا تزر وازرة وزر أخرى ولا يتحمل احد عذاب الآخر.. فكل يحاسب ويعاقب حسب أعماله
25+26/الإيمان بالعقاب: وهو التصديق بأن الله تعالى سيجازي العصاة والكافرين على سيئاتهم كما سيجازي المومنين العاملين على حسناتهم غافرا لسيئاتهم.
يا أيتها النفس المطمئنة 27
27/ السعي للطمانينة : وهي سكون القلب والفكر والروح..ولن يتم ذلك للمومن سوى بكثرة ذكره لله تعالى لقوله سبحانه : ألا بذكر الله تطمئن القلوب..بينما الكفار يطمئنون بالدنيا لا فيها..وشتان بين الطمأنينتين .
28/مقام الرضى: وهو من أعلى مقامات المحسنين ..ويوجز في الإمتثال التام للإسلام..ثم الرضى بكل قدر الله تعالى وقدره والتسليم له: راضين به تعالى ربا وبمحمد صلوات الله عليه نبيا ورسولا وبالإسلام كله دينا.فتسكن الجوارح كلها في وقار المحسنين وتطمئن قلوبهم ونفوسهم.
28/السعي لرضى الله تعالى: وهو السعي لإتقان كل العبادات بإخلاص لله تعالى ومحبة فيه وله: داعين دوما بالرحمة والمغفرة والرضوان أمين
يا أيتها النفس المطمئنة 27 ارجعي إلى ربك راضية مرضية 28 فادخلي في عبادي 29 وادخلي جنتي 30
27+28+29+30/فوز النفس المطمئنة الراضية المرضية: وهي النفس التي إطمأنت باليقين في الله تعالى وكثرة ذكره ورضت به ربا مستسلمة لقضائه وقدره مأتمرة بامره ومنتهية عن نهيه: فأرضاها الله تعالى في الدنيا بالسكينة والوقار وفي الآخرة بالرجوع لرحابه ودخول الجنة ورؤية وجهه الكريم سبحانه.
اللهم طمئنا وارضناوارض عنايا رب آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق