الأربعاء، 9 يناير 2013

أعمال سورة الغاشية:


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الغاشية وآياتها 26/15 عملا مباركا:

هل أتاك حديث الغاشية1وجوه يومئد خاشعة2عاملة ناصبة3تصلى نارا حامية4تسقى من عين آنية5ليس لهم طعام إلا من ضريع6لا يسمن ولا يغني من جوع 7

الآيات1+2+3+4+5+6+7/وعيد الله تعالى: وهو الإنذار والتحذير من المصير الأخروي كله ومن يوم القيامة الذي سيغشى بأهواله قريبا كل الناس وكل الكون فتغطي مخاطره كل المخلوقات..وتصير وجوه الكفار والمنافقين والعصاة ذليلة منكسرة نادمة وهي تجر سلالسلها وأغلالها بضنك وتعب مفرط في نار جهنم الشديدة الحرارة والعذاب ..ولا يسقون سوى من عيون بلغت ذروة الحر والحرارة وأكلها أشواك مرة منتنة لا تسمن ولا تغني من جوع كما تملي هاته الآيات الكريمة.

وجوه يومئد ناعمة8لسعيها راضية9في جنة عالية10لا تسمع فيها لاغية11فيها عين جارية12فيها سرر مرفوعة13وأكواب موضوعة14ونمارق مصفوفة15وزرابي مبثوتة16

الآيات8+9+10+11+12+13+14+15+16/وعد الله تعالى : وهو تبشير المومنين كما تشير الآيات الكريمة بوجوه نضرة ناعمة مستبشرة ضاحكة ذات بهجة وحسن ونضارة غدا يوم القيامة وهي راضية بمصيرها في جنة عالية مكانا ومكانة لا يسمع فيها إلا حلو وطيب الكلام دون لغو ولا كلام فارغ باطل ..وهم متكؤون على سرر مرفوعة وقد نشرت أمامهم ووضعت أكواب من لذيد المشروبات مسترخين بابتهاج على وسائد مصفوفة ويطأون زرابي فارهة مبثوتة في كل جنانهم والتي تجري من تحتها أنهار من كل المشروبات وهذه رموز وإشارات فقط أولى إلى مدى العيش الرغيد الذي سيغشى أصحاب الجنة .

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟17وإلى السماء كيف رفعت؟18وإلى الجبال كيف نصبت؟19وإلى الأرض كيف سطحت؟20

17+18+19+20/التفكر في خلق السماوات والأرض : فتشير الآيات هنا إلى التفكر في علوم البيولوجيا والجيولوجيا/أي علوم الحياة والأرض وكذا علوم الفلك والفضاء..فوجب على المسلمين الإهتمام بكل هاته العلوم..فالله سبحانه وتعالى أرسل لنا كتابين كريمين:

+كتابه المسطور المتمثل في القرآن الكريم

+وكتابه المنطور المتمثل في الكون كله

فيجب علينا قراءة الكتابين الكريمين بتمعن وتفكر وذكاء وتدبر.

فالتأمل في خلق الإبل دعوة للتفكر في كل علوم الطب والبيولوجيا

والتأمل في رفع السماء دعوة للمسلمين للإهتمام بكل علوم الفضاء وقراءة آياتها الكبرى عبادة لله

والتأمل في نصب الجبال دعوة لقراءة علوم البراكين والزلازل التي هي جزء من علوم الجيولوجيا التي فيها من الآيات ما يذهل له العقل في عظمة هذا الخالق العظيم سبحانه

والتأمل في تسطيح الأرض وسطحها دعوة ثانية لكل علوم الأرض والجيولوجيا التي تشرح بدقة مدى عظمة هذا الخالق لحد شرحها لعملية نشأة الكون والأرض

فقراءة كل الطبيعة علمياإذن أمر قرآني للإيمان العلمي البرهاني الكبير بالله تعالى...والحمد لله أن هناك اليوم كتب كثيرة في المكتبات وعلى الويب تشرح بدقة كل إعجازات الخالق سبحانه وتعالى...وهذه دعوة كبرى للإهتمام بالإيمان العلمي البرهاني أيضا: عكس ما يدعيه البعض: بأن أفضل الإيمان هو الإيمان دون براهين وأدلة ..بل الإيمان العلمي هو اليقين نفسه : واليقين هو قمة الإيمان..فالإسلام إذن يدعو للعلم والعلم يدعو للإيمان...وحتى تخلق الكون يجب أن تكون ملما بكل علومه إذن فدراستنا لكل العلوم الكونية قراءة لآيات كونية مباشرة منه تعالى سبحانه من خبير عليم..

17+18+19+20/الإيمان العلمي: فالإيمان في الإسلام لم يكن تقليدا أعمى ولا طقوسا دون جوهر كما معظم الديانات المزيفة أو الوضعية بل يدعو إلى معرفة الله تعالى ببراهين وحجج منطقية وعلمية للوصول إلى اليقين في الله تعالى.. فالإسلام إذن يدعو للإيمان العلمي لا للتقليد الأجوف الفارغ

فذكر إنما أنت مذكر21

21/التذكير والتذكر: فيجب أن نحاول دوما أن نتذكر ونتذاكر ويذكر بعضنا البعض بكل آيات الله تعالى القرآنية والكونية وبكل تعاليم الإسلام الحنيف..فتكاثرات الدنيا غالبا ما تنسي الإنسان وظيفته الأساسية في هاته الحياة : وهي العبادة التي لها خلق..ومرض الغفلة عن الله مرض قاتل لكل إلتزامنا بالإسلام ..لذا يجب أن نجعل لنا أوقاتا دائمة ويومية إن أمكن للتذكر والتذاكر في أمور الدين.

فذكر إنما أنت مذكر21لست عليهم بمصيطر22

21+22/من مهام الرسول صلوات الله عليه التذكير : وهو معاودة التبليغ لكل آيات الله تعالى وتذكير المسلمين بها على الدوام..لكنه صلوات الله عليه ليس مسؤولا على توفيق البشر عنوة :إذ ليس هو على الناس بمهيمن ولا مصيطر/مسيطر ومهمته فقد تبليغ آيات الله تعالى ثم التذكير بها دائما.

لست عليهم بمصيطر 22

22/لا إكراه في الدين: فلا عنوة في دخول الإسلام ولا حق حتى للرسول صلوات الله عليه في إكراه الناس حتى يكونوا مومنين بل الإيمان في الإسلام يجب أن يكون عن إقتناع وقناعة وطيب خاطر وإلا فهو النفاق بعينه.

22/الإيمان يدعو للإقتناع : فاقتناع المسلم بعقيدته وبكل أعماله أمر أساسي في تدينه وإلا فهو منافق إن كان يتعبد دون اقتناع.

إلا من تولى وكفر23

23/تحريم التخلف عن الإسلام والردة: وهي الإدبار على الحق والخير الإسلامي كله.أو الإرتداد والرجعة عن الإسلام بعد الدخول فيه.فهؤلاء المرتدين جعل الله تعالى للرسول صلوات الله عليه عليهم يد وهيمنة : وحدهم القتل شريعة : فكل من إرتد عن الإسلام فكان مسلما ثم كفر يعدم شريعة

23/تحريم الكفر: وهو الجحود بألوهية الله تعالى وربوبيته وإنكار كل نعمه وفضله.والمتمثل هنا بالكفر بدين الله الحق : الإسلام الحنيف.. وهنا جعل الله أيضا للرسول صلوات الله عليه على الكفار الظالمين الذين يحاربونه سيطرة فمكنه منهم في الدنيا ثم لهم في الآخرة عذاب أليم..فلا يد للرسول صلوات الله عليه على أحد ولا هيمنة إلا بإقامة الحدود التي منها حد المرتد ثم قتال المعتدين من الكفار..

إلا من تولى وكفر23فيعذبه الله العذاب الأكبر24

23+24/وعيد الله تعالى :وهو توعده الكبير وإنذاره بالعذاب الأليم وبجهنم ..وهنا تخص الآيتان وعيده للكافرين والمرتدين وكل المتخلفين عن الإسلام بالعذاب الشديد والكبير في الدنيا قبل العذاب الأكبر في جهنم

إن إلينا إيابهم25

25/الإيمان بيوم الإياب: وهو يوم القيامة والرجوع لله تعالى الذي نعود ونرجع فيه جميعا للمثول أمامه سبحانه للحساب

25/مقام الأوبة: وهي رجوع العبد الدائم لله تعالى في كل كبيرة وصغيرة فيرجع منكسرا لله شاكرا له على نعمه الوافرة ومستغفرا له من كل الآثام:لا يقوم بعمل ولا يلفظ قولا إلا بانضباط تام على الإسلام.فالأوبة والإنابة والرجوع لله تعالى من أعلى مقامات السالكين وأولها التوبة الخالصة لله تعالى ثم الإنضباط التام على الشريعة بصدق وإخلاص

ثم إن علينا حسابهم26

26/الإيمان بالحساب: وذلك عبر التصديق بأن الله سيحاسب كل المخلوقات غذا يوم القيامة على أعمالهم ويزن أعمالهم بميزانه الحق سبحانه.

26/الإيمان باسمه تعالى الحسيب : وهو الحاسب بدقة بالغة لكل شيء وكل أمر مهما دق أو عظم.. والمحاسب لعباده غدا يوم القيامة على كل أعمالهم ..ومن أصعب وأدق العلوم اليوم علوم الحساب والرياضيات التي هي فقط نقطة من علومه ..فكل العلوم منه تعالى .. حتى أن الفيزيائيين يظنون اليوم أن الكون كله خلق في ساعته الصفر فقط بمعادلة حسابية منه سبحانه من عليم ..فسبحانك يا حسيب.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق