باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة الأعلى وهي مكية وآياتها19/40 عملا مباركا:
سبح إسم ربك الأعلى 1
الآية1/كثرة التسبيح: وهو تنزيه وتمجيد وتقديس الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وجماله وكماله سبحانه :عبادة وتعظيما وتوحيدا له سبحانه..ومن أجل التسابيح قولك : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم..وقولك: سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
1/التسبيح باسمه تعالى الأعلى: وهو قولك: سبحان ربي الأعلى..فحين نزلت هاته الآية قال الرسول صلوات الله عليه : ضعوها في سجودكم : فعند السجود تستحب الكثرة من ذكر: سبحان ربي الأعلى ثلاثا على الأقل
1/الإيمان باسمه تعالى الأعلى : ويعني علوه تعالى على كل المخلوقات علو مكانة دون تشبيه بالزمكان فهو سبحانه وتعالى فوق الزمان والمكان..
الذي خلق فسوى2
2/إتقان الله تعالى لكل الخلق: فسبحان من أتقن كل شيء بصنعته وعلمه وخبرته : فقد سوى سبحانه خلق كل شيء مهما دق أو جل.فترى كل المخلوقات مكتملة ومتناسقة تدل على وحدة وعظمة الخالق سبحانه.وكل مخلوق إن تأملته دلك على وحدة الخالق.
2/الإيمان باسمه تعالى الخالق:أي المبدع والموجد والمصور لكل الخلق فهو إذن رب ومالك كل شيء.. لأن ما من شيء إلا وهو من صنعه سبحانه وحده.فالخالق مالك لخلقه والمالك ملك ..والملك مطاع بإطلاق إن كان حقا.. والله ملك حق فهو إذن إله سبحانه
والذي قدر فهدى3
3/تقديره تعالى لكل الأمور: فهو سبحانه المدبر بكل حكمة لكل شيء.والمقدر لكل حياة وشيء وأمر..فهو المقدر لكل حركة وسكون وكل حياة المخلوقات جميعها ..
3/الإيمان باسمه تعالى القدير:أي القادر على كل الأمور والأشياء وكل الخلق قدرة مطلقة كاملة..والمقدر لها كلها فما من شيء إلا من قضائه وقدره سبحانه.
3/الإيمان بالقضاء والقدر: وهو سادس ركن من أركان الإيمان الست ويعني يقينك بأن الله تعالى عليم بكل ما كان وكل ماسيكون وبأنه هو المقدر لكل شيء..وكل شيء وكل أمر مقدر عنده في كتاب .
3/هداية الله تعالى للمخلوقات: فهناك هداية الفطرة التي بها تعلم حتى الحيوانات كل أمور حياتها ..وهناك هداية الإرشاد التي قام بها الله تعالى عبر رسله ثم هداية التوفيق التي يهبها لمن يشاء سبحانه من عباده المخلصين. والهدايات الثلات كلها من الله تعالى سبحانه.
3/الإيمان باسمه تعالى الهادي: أي المرشد في كل الأمور والمدل عليهاثم الموفق من يشاء للفلاح فيها
3/طلب هداية التوفيق من الله تعالى : وهي طلب توفيق الله تعالى في أن يسدد خطانا ويبارك أعمالنا بعد هدانا وإسترشادنا وعملنا بشريعة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
والذي أخرج المرعى 4فجعله غثاء أحوى5
4+5/إنبات الله تعالى لكل ألوان النباتات: فكما يتحكم سبحانه في عوالم الحيوانات والجمادات وغيرها يتحكم في عالم النبات كله ..فيخرج الأشجار والأعشاب والنباتات كلها غضة طرية ثم ييبسها سبحانه بقدرته.
4+5/التفكر في علوم النبات :فمعرفتك بهاته العلوم تجعلك تقرأ العديد من الآيات الكونية لله تعالى : فترى يده الخالقة المبدعة مباشرة في هذا العالم النباتي الغريب.
سنقرأك فلا تنسى6
6/إيحاء الله تعالى للرسول صلوات الله عليه: فقد نبأه سبحانه بل وجعله رسولا يوحى إليه بواسطة الملاك جبريل عليه السلام أو بغير واسطة.
6/قراءة الرسول صلوات الله عليه : فغالبا ما يقال أن الرسول صلوات الله عليه أمي ..والأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب..بينما الرسول صلوات الله عليه وإن لم يرد ان يتعلم الكتابة لعلة لا نعلمها فهو كما تشير الآية قد قرأ القرآن الكريم الذي هو أم العلوم مباشرة من الله تعالى فهو إذن ليس بأمي قراءة وبالمعنى العام الذي نعرف : بل فقط كتابة: بينما هو أعلم العلماء صلوات الله عليه.
سنقرأك فلا تنسى 6إلا ما شاء الله...7
6+7/عدم نسيان الرسول للوحي :فقد كان صلوات الله عليه قوي التركيز قوي الذاكرة لا ينسى أبدا إلا ما شاء الله نسخه وإنساءه له: فالرسول صلوات الله تعالى عليه لا ينسى وإنما ينسى للتشريع فلا ينسى إلا ما شاء الله أن ينسيه إياه وأراد سبحانه وتعالى نسخه من الوحي.
.....إنه يعلم الجهر وما يخفى 7
7/الله تعالى عليم بالظاهر والباطن: إذ لا يخفى عليه سر ولا أمر من أمور المخلوقات..فهو يعلم الجهر والسر وعليم بظاهر الأمور وبواطنها
7/الإيمان باسمه تعالى العليم : فعكس اليهود الذين يجعلون الله تعالى مثلهم جاهلا..فإن الله تعالى في الإسلام كامل الصفات والذات عظيم بذاته تعالى.. عليم بها لا يخفى عليه أمر في السماوات ولا في الأرض ..ولا علم من العلوم.. بل العلوم كلها منه سبحانه.
ونيسرك لليسرى 8
8/تيسير الله على الرسول صلوات الله عليه: فيسر وسهل له سبحانه وتعالى كل أعباء الدعوة وحياتها وكل أمور العبادة..وبذلك جاء الإسلام الحنيف سمحا سهلا ليس فيه عناء.والحمد لله...وهذا لا يعني أنه لم يكن صبورا على الفتن بل قد قواه الله تعالى حتى يسر له الصبر على كل الشدائد لأنه تحمل ما لا تتحمله الجبال الرواسي وخصوصا نزول الوحي فهو ثقيل صعب تحمله جزاه الله عنا كل خير صلوات الله عليه
فذكر إن نفعت الذكرى9
9/التذكير من مهمات الرسول صلوات الله عليه والمومنين: فقد أمر الله تعالى رسوله بتليغ رسالته ثم التذكير بها ما نفعت هاته الذكرى وهاته مهمة أيضا لكل المومنين الذين يجب أن يذكر بعضهم البعض.وخصوصا بما ننسى جميعا من أمور الموت والآخرة ..فالفكر المعاشي الدنيوي يطغى بمنطقه الدنيء على الجميع وتذكير بعضنا البعض بكل أمور الدين يسلخنا من الغرق في الدنيويات..ومن لم يكن له واعظا من نفسه أو من غيره لا يتذكر: فيشقى دنيا وآخرة...لذا يجب أن نذكر ونتذاكر بل وأن نطلب من صالحي المومنين دوما تذكيرنا كلما سنحت الفرصة لذلك.
9/التذكير للمنفعة: فتذكير بعضنا البعض بكل أمور الدين والآخرة أمر قرآني.. لكن يجب أن نراعي ظروف التذكير فلا نذكر إلا حينما نرى أن الظروف ملائمة لذلك كما تشير الآية.فكما يقال : لا تعط الحكمة من لا يستحقها فتظلمها، ولا تحرمها مستحقها فتظلمه.
سيذكر من يخشى10
10/ذكرى الخائفين: إذ لا ينتفع بالذكرى بل ولا يتذكر إلا من يخشى ويخاف الله تعالى ومصير الآخرة.فلا يخاف إلا من يتذكر ولا يتذكر إلا من يخاف.
10/مقام الخوف والخشية: أي الوجل من الله تعالى لذاته ومن عذابه وغضبه ومكره ومن مقامه سبحانه..ومقام الخوف مقام جليل دونه لا يمكن أن يكون هناك رجاء في الله ولا وفرة حب له سبحانه.وهو من التقوى بمثابة الرأس من الجسد.. فلا تقوى دون خوف ..ولا يكتمل الخوف إلا باكتمال التقوى
ويتجنبها الأشقى11
11/غفلة الأشقياء: فالكفار والمنافقين وكل قليلي الإيمان وما شاكلهم يتجنبون هاته الذكرى اليوم ولا ينتفعون بها ألبتة فيحيون حياة شقية دنيئة مضنية بواقع الدنيا الممل المشقي لذلك تراهم يبحثون عن الفرح الزائف باللهو واللغو بكل أنواعهما.
11/هلاك الغافلين :فكل غافل عن ذكرى الله تعالى فهو شقي في الدنيا والآخرة وإن لم يحس شقاءه في هاته الدنيا ..إذ وحدهم أهل الصلاح يعرفون جيدا مدى شقاء الغافلين لأنهم ذاقوا : لذة العبادة وحلاوة الإيمان وبرد اليقين والأنس بالله تعالى وبذكره..التي لا يعرف لها أهل الغفلة طعما
الذي يصلى النار الكبر12ثم لا يموت فيها ولا يحيى 13
12+13/وعيد الله تعالى: وذلك للغافلين عن وحيه ودينه..وعدهم سبحانه وتعالى بدخول نار كبرى شديدة لا حياة لهم فيها ولا موت.. فيبقون لا هم بالأحياء ولا هم بالأموات ..فتأمل حالة أنت فيها بين الحياة والموت ولو لم تكن هناك نار؟ فكيف وفوقها النار الكبرى المهولة الأليمة لجهنم؟..اللهم غفرانك.
قد أفلح من تزكى14
14/الزكاة : وهي حق الفقراء والمحتاجين في أموال الأغنياء ولها فقه واجب على كل غني معرفته.وتاركها مرتد عن ثاني ركن من أركان الإسلام
14/التزكية: وهي تطهير وتنمية النفس بكثرة ذكر الله تعالى والدار الآخرة والتطهر بكل الأعمال الصالحة بهدف تنقية النفس والقلب والروح من كل الذنوب والنقائص...حتى تصفوا جميعها لله عز وجل فتطمئن بذكر الله تعالى لا بالدنيا.فالنفس أمارة بالسوء إن جاهدتها صارت لوامة لقلة عباداتك ثم إن جاهدتها أكثر إنضبطت بيسر على تعاليم ديننا الحنيف فارتاحت وأراحتك وصارت مطمئنة وصرت مطمئنا.. وإن داومت على هذا الحال صرت راضيا فرضى الله عنك وكنت ذو نفس مطمئنة راضية مرضية وتلك قمة السعادة بالله تعالى.
قد أفلح من تزكى14وذكر اسم ربه فصلى15
14+15/فلاح الذاكرين المتزكين المصلين: فمن حافظ على صلواته أولا وزكى ماله ونفسه بكثرة ذكر الله تعالى والدار الآخرة وبالعمل الصالح ثانيا كان من الفائزين دنيا وآخرةكما تشير الآيتان.فقد أكدتا الفلاح لمن له هاته الصفات الثلات:1/يزكي نفسه2/يذكر كثيرا3/يقيم الصلاة
وذكر اسم ربه فصلى15
15/ذكر الله تعالى: وهو عدم غفلة القلب عنه سبحانه ولن يتأتى ذلك سوى بكثرة ترتيل القرآن الكريم ..والتأسي بالأذكار السنية في كل الحركات والسكنات: فقد كان لرسول الله صلوات الله عليه ذكر في كل حركة وسكون فيجب أن نبحث عن أذكار الرسول صلوات الله عليه المتيسرة في كل المكتبات تقريبا وعلى الويب ونعمل بها..فللذكر أكثر من مائة منفعة كما سطر ذلك إبن القيم رحمه الله تعالى .
15/الصلاة: وهي ثاني ركن للإسلام بعد الشهادتين..وتعني لغة الدعاء ولها سنن وفرائض وأنواع عديدة يجب على المسلم فقهها :فلها فقه خاص يجب تعلمه.فيجب أن نتعلم الصلوات كلها بكل فرائضها وسننها الظاهرة والباطنة وبكل ألوانها من الصلوات الخمس وصلاةالعيدين حتى صلوات التسابيح والإستخارة والكسوف والخسوف والخوف والسفر وغيرها..
15/كثرة الدعاء: تعني الصلاة لغة الدعاء لذا وجبت الكثرة من الدعاء لأنه مفتاح كبير لكل أبواب الخير.. فإذا ضاقت بك الأمور فتوضأ وادع الله تعالى في خشوع كبير فهو يجيب خصوصا دعوة المضطر..وخير الدعاء حمد الله تعالى كما جاء عن رسول الله تعالى : والدعاء يقوي العلاقة الوجدانية بالله تعالى لذا كان يوصي الرسول صلوات الله عليه بكثرة دعاء الله تعالى لكل صغيرة وكبيرة..فمن لم يدع الله تعالى يغضب عليه سبحانه.والدعاء كله خير : فإما أن يجيب الله دعاءك مباشرة..أو يأخرك لأجل معلوم ..أو يدخره لك كحسنات لآخرتك وذلك أفضل لك..فأنت رابح في كل الحالات إذن فأكثر من الدعاء
بل توثرون الحياة الدنيا16
16/إيثار الناس للدنيا: وهي تفضيل معظم الناس لتكاثرات الدنيا ونعيمها الزائف والزائل :على الدار الآخرة..فيفضلون الجري وراءها وفرحها المزور على الإستنان بتعاليم الإسلام الحنيف..ومن دخلت الدنيا قلبه ضل عن الهدى وشقى شقاء لا ينقطع: فالدنيا تضني عبيدها بالمتاعب ثم بكثرة الذنوب والمعاصي وتغريهم بالشهوات والمتع الرخيسة فهي والشيطان سواء: وهي كما قال بعض الحكماء : كالماء المالح كلما إزددت منه شربا إزددت عطشا ..وقد مثلها الرسول صلوات الله عليه بأنتن المخلوقات حتى مثلها صلوات الله عليه في أكثر من حديث بالغائط..فأنظر مثل دنياك يا مغترا بها.
بل توثرون الحياة الدنيا 16والآخرة خير وأبقى17
16+17/مقام الزهد: وهو معرفة الدنيا على حقيقتها وعدم إيثارها على الآخرة الباقية بل وتفضيل الآخرة على نعيم الدنيا الزائف الزائل.
فكما قال أحد الحكماء عن الدنيا : خير ما فيها الزهد فيها ..وكما جاء في الأثر : خلقت لكم الدنيا وخلقتم للآخرة فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا.
والآخرة خير وأبقى 17
17/خلود الآخرة: فالدنيا إلى أمد والآخرة إلى أبد بل وأمد الدنيا قصير بينما لا نهاية لزمان ومكان الآخرة ولا لنعيمها.
17/فناء الدنيا : فعكس العديد من الديانات التي يقول أتباعها قولا أو حالا : إن هي إلا حياتنا الدنيا ..حتى أنساهم الشيطان اللعين حتى حتمية موتهم ..ففي الإسلام هناك يوم القيامة الذي سيكون هو آخر أيام الدنيا.. فهي إذن حياة مؤقتة زائلة مغرور من إعتمد عليها.
17/مقام الرجاء : إذ يجب أن نرجوا الله والدار الآخرة لا نعيم هاته الدنيا الزائلة.. ونأمل عفوه ومغفرته ورحمته وفضله تعالى في الدنيا والآخرة.والرجاء عبادة قلبية جليلة لا تكون إلا من قلب مومن...والرجاء مقام كبير من مقامات الإيمان وهو رأس المحبة فمن أحب الله تعالى كبروكثر رجاؤه فيه وحسن ظنه في الله تعالى فحسن بذلك عمله وكثر أيضا خوفه..فلا رجاء حقيقي دون خوف ولا خوف كامل دون رجاء
إن هذا لفي الصحف الأولى 18
18/إنزال الله تعالى لصحف وكتب قبل القرآن: فيجب الإيمان بأن هناك أربع كتب نزلت : هي الزبور على داوود والتوراة على موسى والإنجيل على عيسى والقرآن على محمدنا صلوات الله عليهم أجمعين ..ثم هناك آلاف الصحف التي نزلت ونسمع منها: صحف شيت وموسى وإبراهيم..عليهم السلام.
إن هذا لفي الصحف الأولى18 صحف إبراهيم وموسى19
18+19/صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام: فقد أنزل الله تعالى معاني هاته الآيات في صحف هذين الرسولين الكريمين عليهما السلام من قبل.مما يدل على أن مشكاة النبوة واحدة ولا تغير في الجوهر ف:
18+19/ادين الأنبياء عليهم السلام واحد: الإسلام دين كل الأنبياء عليهم السلام:فقد كان ولا يزال الدين عند الله تعالى لكل الملل والنحل هو الإسلام الكريم : وهو ديانة كل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام..فلا تغير سوى بالتدرج بالإنسان نحو البعثة الخاتمة لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام..والتوحيد أصل كل الديانات الإلهية كلها وبه نادى كل الرسل عليهم السلام ولو إختلفت شرائعهم شكلا لا جوهرا حسب مستوى كل عصر من عصور بعثتهم الشريفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق