الأربعاء، 9 يناير 2013

أعمال سورة البلد


باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة البلد وآياتها20/27عملا مباركا.

لا أقسم بهذا البلد 1 وأنت حل بهذا البلد 2 ووالد وما ولد 3

الآيات 1+2+3/ جواز قسم الله تعالى وحده بالمخلوقات: كقسمه هنابمحل إقامة الرسول صلوات الله عليه مكة المكرمة أو بمكة والرسول صلوات الله عليه متحلل فيها ..وقسمه بآدم عليه السلام والصالحين من ذريته أو كل الوالدين والأولاد بل وكل المولدات والمولودات الكونية.

لقد خلقنا الإنسان في كبد 4

4/مقام الصبرعلى الكبد: فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في تعب ومشقة وكبد لذا وجب صبره على كل ما يقاسيه من عناء وشدة..والصبر هو الجلد وتحمل المكروهات.ولأهميته فقد ذكر تقريبا 80 مرة في القرآن الكريم..فالدنياعادة لا تخلو من مشقات ومشاكل وتلك متعتها حتى قال بعضهم : المشكل هو أن لا يكون لك مشكل..إذن فاعتياد الصبر على المشاق والمكابدة صفة طبيعية لهاته الحياة الأولى

4/الإيمان باسمه تعالى الخالق: فمبدع وفاطر الإنسان وخالقه هو الله سبحانه وتعالى وحده دون شريك.وهو خالق كل الكون والمخلوقات.

أيحسب أن لن يقدر عليه أحد 5

5/ذم الغرور: وهو الشعور المفرط بالقوة والكبرياء والعظمة والإغترار بتكاثرات الدنياومتاعها أوبالنفس وملكاتها.

5/قدرة الله تعالى على الإنسان: فالإنسان ضعيف أمام الله تعالى يستطيع أن يفعل به ما يشاء سبحانه وأنى شاء ذلك .لذا فالأصل فينا الفقر والضعف والجهل كما أن الأصل في الله تعالى القوة والغنى والعلم والقدرة وغيرها من صفات جلاله وكماله سبحانه.

5/الإيمان باسمه تعالى القدير: ويتجلى ذلك في تقديره لكل شيء وأمر وقدرته على كل شيء وعلى كل الأمور مهما دقت أو كبرت. فسبحان من لا يعزبه ولا يعجزه أمر لا في الدنيا ولا في الآخرة

أيحسب أن لن يقدر عليه أحد 5 يقول أهلكت مالا لبدا 6

5+6/ذم الغرور بالمال: فهناك من يتباهى بوفرة ماله وبكثرة إنفاقه وهذا مذموم في القرآن الكريم: فيجب أن نتقي فتنة المال كما نتقي الشيطان فمعظم الناس إنما يرتكبون أكبر المعاصي لأجل المال لأن حبه سكن في قلوبهم حتى صاروا لا يفرقون بين حلاله وحرامه...بل ويتفاخرون فيما بينهم وعلى الفقراء بغناهم وممتلكاتهم متكبرين بمتاع الدنيا الزائل والزائف.

أيحسب أن لم يره أحد 7

7/الإيمان باسمه تعالى البصير : فهو سبحانه وتعالى يرى كل شيء بذاته تعالى رؤيا تليق بجلاله وكماله لا نستطيع في الدنيا أبدا إدراكها..لذا قال الرسول صلوات الله عليه : تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذاته.

7/مقام المراقبة: وهو مقام جليل من مقامات الإحسان: ويتجلى بالشعور الدائم برؤية الله تعالى المباشرة لأعمالنا كلها ..وهذا سبب كبير من أسباب التقوى والرشاد.

7/الإيمان باسمه تعالى الرقيب : أي أنه بصير شهيد ومراقب لكل حركاتنا وسكناتنا بل وحتى لخواطرنا وخيالنا..وهذا يستدعي الحياء منه سبحانه وتعالى .

ألم نجعل له عينين 8ولسانا وشفتين 9 وهديناه النجدين 10

8+9+10/الإعتراف بفضل الله تعالى علينا: فهو الذي شق بصرنا وسوى ألسنتنا وكل جسمنا بل وكل حواسنا الظاهرة والباطنة..ثم أرشدانا للنجدين : سبيل الهدى وسبيل الضلال ..فمن شاء إهتدى بإرشاده ومن شاء ضل باستغنائه عنه تعالى وكفره

فله الحمد كمل ينبغي لجلاله.آمين.

8+9+10/حمد الله تعالى : ويستدعي هنا حمده تعالى على ثلاث نعم كبرى:

+نعمة البصر : فتأمل نفسك دون عينين ..فلكان وجهك مشوها..بل وتأمل نفسك أعمى دون بصر..فغيرك يحيا هاته الحالة وابتلاه الله تعالى بالعمى فلا يرى أي شيء من الدنيا..فألا يستحق هذا حمدنا الدائم له..فالحمد لك يا رب على نعمة البصر:واللهم قنا خائنة الأعين.

+نعمة اللسان والشفتين : فتأمل نفسك بدون لسان وشفتين إذن لما استطعت لا كلاما بل ولا أكلا ولكنت مشوها بل ولمت..فسبحان من جعل لنا ألسنا وشفاه جملنا بها لنفصح بها ببيان.. ولنأكل بها.. فالحمد له سبحانه واللهم قنا كل عثرات الكلام والمأكل.

+ نعمة الإرشاد : فالحمد لله تعالى الذي أرشدنا وبين لنا النجدين وطريقي الهدى والضلال : فالحلال بين والحرام بين والمتشابهات قلائل..فتأمل لو لم يرسل لنا رسله الكرام عليهم السلام ..إذن لصار مصير معظم المسلمين جهنم والعياذ بالله

وهديناه النجدين 11

11/حمده تعالى على الإرشاد: فنحمده تعالى أن هدانا للإسلام وبين لنا طريق الهدى والرشاد وجعلنا مسلمين سبحانه..فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .

11/الإنسان مخير في عمله : فالله بين النجدين وأرشد إلى الطريقين لكن لا إكراه في الدين فمن شاء عمل بعمل أهل التقوى والهدى ومن شاء عمل بعمل أهل الضلالة والكفر ..فالإنسان إذن مخير وله مشيئة لكن مشيئته دون مشيئة الله تعالى : فما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين .

فلا اقتحم العقبة 11 وما أدراك ما العقبة 12

11+12/مجاهدة النفس: فأكبر عقبة أمام خير الإنسان وفلاحه هي نفسه التي بين جنبيه لذا قال الله تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم..

والضعيف أمام نفسه ضعيف أمام كل أسباب الفلاح والنجاج ..لذا وجبت مجاهدة النفس بتربيتها على تحمل العبادات كلها وصبرها وتصبيرها على إجتناب كل المعاصي والإمتثال لكل الطاعات...فلا تفلح النفس إلا بمجاهدتها على التزكية والتطهير والتطهر.ولن يتأتى ذلك سوى باجتناب ظاهر الإثم وباطنه: وامتثال الشريعة كلها دون تجزيء ولا نقص.. وبذكر الله الكثير والمتواصل.

فك رقبة 13

13/عتق الرقاب: وهو تخليص العبيد من كل ألوان العبودية التي كانت سارية في تاريخ الإنسانية..فقد كان الإنسان يملك أخاه الإنسان كشيء من أشيائه يفعل به ما يشاء..والإسلام أول من حرر الإنسان من كل الوان العبودية لغير الله تعالى.فلا عبودية ولا عبادة لسواه سبحانه.والإنسان لا يملك كما تملك الأشياء كما كانت الجاهلية.

13/فك الرقبة من جهنم : فليس هناك من إنسان إلا ويستحق جهنم إن لم يغفر الله تعالى ويرحم ..لذا قال الرسول صلوات الله عليه : لن يدخل الجنة أحد بعمله ..قالوا : ولا أنت يا رسول الله .قال : ولا أنا إلا أن يتعمدني الله تعالى برحمته..فالأصل في مصيرنا إذن جهنم ..لذا قال تعالى : وإن كل إلا واردها. فرقابنا إذن مرهونة لجهنم..ويجب أن نسعى لفكها وذلك ليس بكثرة العمل الصالح فقط بل بالإخلاص العميق فيه أيضا.

أو إطعام في يوم ذي مسغبة 14

14/إطعام الجوعى: فإطعام الفقراء والمساكين الجائعين وكل المحتاجين من أجل ألوان الكرم.لذا وجبت على المسلمبين محاربة الجوع وكل ألوان الفقر: فالإسلام يأمر بمحاربة الفقرين : المادي والمعنوي معا.

أو إطعام في يوم ذي مسغبة 14يتيما ذا مقربة 15 أو مسكينا ذا متربة16

14+15+16/رعاية اليتامى: وذلك ليس فقط بإطعامهم وتركهم لمعاناة الحياة بل بالتكفل بكل شؤونهم وهذ فرض كفاية إن لم يقم به البعض أثم الجميع..وهو واجب على الدولة ومستحب في حق كل الأسر الغنية وذوي الثروة.

14+15+16/رعاية المساكين: فوجب على ذوي الفضل من النعم والأموال أن يطعموا المساكين ويكسوهم ويعتنوا بكل امورهم..ويرعوهم كما يرعون أطفالهم .

وهذا واجب على الدولة وعلى الأغنياء ولهذا فرضت الزكاة حتى لا يبقى في الأمة فقراء ألبتة..فوجود الفقراء بسبب هضم الدولة والأغنياء لحقهم في الزكاة أو بعدم تنظيمها..فما وجد فقير إلا بغني ظالم مغتصب لحقه.لأن الإسلام ضمن للفقير كالغني: كل حقوقه المادية والمعنوية.

ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة 17

17/الإيمان: وهو التصديق بكل ما جاء به الرسول صلوات الله عليه دون تجزيء أو تبعيض.والعمل بمقتضى هذا الإيمان.

17/التواصي بالصبر : أي تذكير ونصيحة بعضنا البعض بتحمل كل شدائد الحياة والصبر عليها وعلى معاناتها والجلد على شدة مصائبها.

17/التواصي بالرحمة: وهو أن نتراحم في بيننا بكل ألوان المعاملات الكريمة واللينة والشفوقة فلا يشدد بعضنا على بعض..ثم ندعوا لذلك ونتناصح به ونأتمر ونأمر به.

أولئك أصحاب الميمنة 18

18/فوز المومنين الكرماء المتواصين بالخير: فالله ضمن لمن تحلى بهاته الخصال :الإيمان الكرم والتناصح بالصبر والرحمة أن يكون من أهل اليمن واليسر وأصحاب اليمين.

والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة 19

19/تحريم الكفر بآيات الله تعالى: وهذا للأسف سار حتى بين بعض المسلمين فتراهم لا يومنون بكل القرآن بل يطبقون فقط ما ارتاحوا إليه..كما قال تعالى : أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟..فيجب أن نومن بكل آيات الله القرآنية والكونية وبكل ما جاء به الرسول صلوات الله عليه دون تبعيض أو تجزيء ..فالإيمان يجب أن يكون كاملا وكذلك العمل به.. أي بكل القرآن الكريم وبكل آياته البينة الواضحة...وصدق من قال : إعملوا بالإسلام كاملا أو أتركوه فإنكم تشوهوه. وكذلك صدق من قال : الحمد لله الذي علمني الإسلام قبل أن أرى المسلمين..وذلك لما رأى من فرق شاسع بين ما قرأ على الإسلام وواقعنا كمسلمين.

19/شؤم الكافرين: فالله تعالى وعد الكفار بالشؤم في الحياة الدنيا والآخرة

فلهم حياة شقية مملوءة صنكا هنا وهناك.

عليهم نار موصدة 20

20/الوعيد بجهنم: إذ وعد الله سبحانه وتعالى كل من كفر بآياته بالعذاب الشديد في نار جهنم التي ستغلق على أصحابها للأبد..

فاللهم أجرنا من النار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق