باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة الشمس وآياتها 15/12عملا مباركا:
والشمس وضحاها 1 والقمر إذا تلاها 2 والنهار إذا جلاها 3 والليل إذا يغشاها 4والسماء وما بناها 5 والأرض وما طحاها 6 ونفس وما سواها 7
الآية1+2+3+4+5+6+7/جواز قسم الله تعالى وحده بالمخلوقات: كقسمه هنابالشمس عامة ثم إرتفاعها في جوف السماء ..وقسمه تعالى بالقمر جين يتبع نوره نورها بعد غيابها ..وبالنهار حين يظهرها في عنان السماء بنورها وضيائها. وبالليل حين يغطيها بظلامه.. ثم أقسم بالسماء وعملية ومكونات خلقه..والأرض وعملية انبساطها..فأقسم هنا ببعض معالم الكون الكبرى وبكل سريان الكواكب: الشمسي والقمري والأرضي والسماوي..وفي مقابل هذا الإستواء الكوني البديع أقسم سبحانه وتعالى بالنفس عموما والنفس الإنسانية خصوصاوما سواها حسا ومعنى ومادة ..فقد سوى سبحانه جسمهافي احسن تقويم كما وهبهاقلبا وروحا وعقلا في أبهى كمال.
7/ إستواء نفس الإنسان : فللإنسان مهمة عظيمة في هاته الحياة الدنيا: فحتى ينسجم مع كل الكون ومع كل الطبيعة المخلوقة في توازنات كاملة ..لا بد له من أن يسوي نفسه ويوازنها على فطرة الإسلام وإلا فإنه يشرد عن الكون كله ويكون شاذا..لذا أقسم الله تعالى باستواءات الشمس والقمر والنهار والليل والأرض: التي تتقلب النفس فيها ..وبالتالي بات للنفس أحوالا متعددة ومتباينة يجب أن يسعى المومن لاستوائه وتوازنه فيها كلها...وتلك وظيفة الإسلام : فما جاء القرآن الكريم وما بعث الرسول صلوات الله عليه إلا لتسوية وتوازن الأنفس بتزكيتها وتطهيرها بالأخلاق الإسلامية ظاهرا وباطنا .
وجواب القسم هنا كان:
فألهمها فجورها وتقواها 8
8/إلهام الله تعالى : فالله تعالى يلهم مباشرة عباده المخلصين لفعل الصالحات بينما يترك من سواهم لخواطر وإلهامات أنفسهم والشياطين لكن بتسليطه سبحانه ..لذا فهو الملهم المباشر بالتقوى والملهم الغير المباشر بالفجور فمن شاء سبحانه جعله فاجرا ومن شاء جعله من المتقين.فإن اهتديت فبإلهامه المباشرسبحانه..وإن ضللت فقد تركك لإلهامات نفسك التي خلقهاوما تلهم..فالكل منه تعالى .
8/ذم الفجور: وهو التمادي في العصيان والطغيان والمعاصي والذنوب والعثو في الأرض بكل ألوان الموبقات
8/التقوى : وهي أن تجعل بينك وبين كل مسببات غضب الله تعالى وعذابه ومكره وقاية وحاجزا..ولهذا وجب الإنتهاء عن كل النواهي والإمتثال لكل الأوامر الإلهية.
قد أفلح من زكاها 9
9/التزكية : وهي التطهير والتطهر من كل ألوان المعاصي وكل ألوان الإثم الظاهر والباطن ..وتنمية النفس بكل ألوان الطاعات وبكثرة ذكره تعالى.ولن يتم ذلك إلا بالتشرع والصدق في السلوك لله تعالى مع كثرة ذكره سبحانه والشعور الدائم بمراقبته سبحانه وتعالى .
9/فلاح الطيبين: فمن تزكت نفسه وكان طيب القلب والنفس والعقل والروح دخل الجنة وكان من الفائزين.وإلا فقد وجبت له جهنم : فالجنة طيبة لا يدخلها إلا طيبا :لذا سيدخل العديد من العصاة النار رغم أنهم مسلمين ليتطهروا ويتطيبوا من خبتهم قبل مغفرة الله تعالى لهم : فاللهم طيبنا في الدنيا قبل الآخرة وأجرنا من النار يا غفور.
وقد خاب من دساها 10
10/التدسيس: وهو تدجيل وتدجين وتدليع النفس وتدليلها وتعويدها الكسل والخمول والعصيان وكثرة الذنوب فتتدنى لأسفل سافلين.
10/خيبة المدللين أنفسهم دنيا وآخرة : فلا يجب أن نطيع النفس في كل ما تامر به.فالتدسيس والتدلل والخمول من أهم أسباب الخسران دنيا وآخرة...وللأسف نرى اليوم العديد من الآباء يدللون أنفسهم وأبناءهم مما يصعب معه الإمتثال للشرع: فعوض أن يربوا أبناءهم على الشجاعة والصدق والشدة والصبر والمعقولية لكن برفق ولطف حازم..نرى كل همهم تمتيع أبنائهم لحد تمييعهم ..وصدق من قال : لا تسمنوا أنفسكم فإنها ستأكلكم
كذبت تمود بطغواها 11
11/تكذيب قوم تمود وطغيانهم: وهم الذين أرسل إليهم نبي الله صالح عليه السلام لكنهم كذبوه وتمادوا في إيذائه عليه السلام..بل وطلبوا منه آية على نبوته فبعث الله لهم ناقة عجيبة لكنهم عقروها وذبحوها ثم حاولوا قتل صالح عليه السلام لأنهم كذبوا كل ما جاء به واتبعوا أهواءهم.
إذ انبعث أشقاها 12 فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها 13 فكذبوه فعقروها 14
12+13+14/كفر ثمود بمعجزة الناقة: أي أنهم كذبوا آية كبرى من الله تعالى تدل على نبوة صالح عليه السلام.. إذأرسل لهم الله تعالى ناقة عظيمة أعطتهم من الأدلة العديدة في شكلها وطريقة عيشها ما يدل على نبوة الله صالح عليه السلام..لكن أشقاهم وأشدهم عداوة لنبي الله صالح عليه السلام إنبعث من بينهم مسرعا وتسعة ممن معه فعقروا الناقة وقتلوها رغم أن نبي الله صالح عليه السلام أوصاهم بها وبتوفير يوم لشربها..فقد كانت تعطيهم من الحليب الغزير.. لكن أعداء الله بآياته يجحدون.فدمدم عليهم الله تعالى بكوارث طبيعية أفنتهم أجمعين.
فدمدم عليهم ربهم بدنبهم فسواها فلا يخاف عقباها 15
15/خوف المصير : يجب أن نتقي من عواقب أعمالنا كما كانت عاقبة قوم تمود وغيرهم من الأمم الكافرة بالله تعالى. فنخاف ما سيؤول إليه مصيرنا دنيا وآخرة.. خصوصا أن كل الأمم السالفة كان يتفشى فيها ذنب واحد كبير تستحق به اللعنة فما بالك بالعديد من الأمم اليوم وحتى الإسلامية وقد فشت فيها كل وجميع موبقات الأمم الهالكة .فالرسول نبأنا أنه سيكون هناك خسف ومسخ في هاته الأمة والعياذ بالله تعالى .
15/تنزيه الله تعالى عن الخوف من شيء أو أحد : فالله لا يخشى سبحانه شيئا ولا أحدا فهو منزه سبحانه عن كل النقائص: بل وهو القهار القوي الجبار المهيمن ملك ومالك الملك والملوك سبحانه وتعالى ...لا يقوى قوته ولا يقدر قدرته أحد بل ولو اجتمعت كل المخلوقات لما كانت لها ذرة قوة ولا ذرة قدرة إلا به..فلا حول ولا قوة إلا بالله : من كنوز العرش ..ومن أجل الأذكار فلنكثر من تكرارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق