باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة التين وآياتها8 / 7 أعمال مباركة
والتين والزيتون 1 وطور سينين 2 وهذا البلد الأمين 3
الآيات 1+2+3/ جواز قسم الله تعالى بالمخلوقات كما أقسم هنا بالتين والزيتون كناية على أرض فلسطين المقدسة ثم أقسم بجبل طور سيناء بمصر ثم مكة الشريفة ...
3/أمن مكة الشريفة : فقد أمنها الله تعالى منذ أوت إليها هاجر عليها السلام ..بل وأمنها في الجاهلية والناس يتخطفون من حولها وجعل لها حرما آمنا ...حتى قيل : أمن مكة أمن العالم ...فإذا لم تأمن مكة زلزل كل العالم.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم 4
4/ قوام خلق الإنسان: أي أن الله تعالى خلق الإنسان كاملا وفي أحسن صورة وزوده بكل ما ينفعه من أعضاء ظاهرة بجسمه وجوارحه وباطنة بروحه وعقله ومشاعره وكل جوانحه ليقوم بكل أمور حياته فهيأه بإتقان من معدته إلى عقله وقلبه وكل أجهزته الجسمية والنفسية والفكرية..فالإنسان مخلوق إذن في جاهزية وبمهارة عليا..بل وتعمل كل حواسه بطريقة تكاد تكون كلها معجزات فسوائل جسمه كلها بكمية دقيقة وخلاياه تتغدى بإتقان وبصره وسمعه وشمه وكل حواسه دقيقة.... فسبحان من خلق فأتقن.
ثم رددناه أسفل سافلين 5
5/تدني الإنسان : لكن رغم أن الإنسان خلق في أحسن تقويم إلا أن الله حكم عليه بعد خطيئة أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام.. بالنزول لأسافل الكون ليعيش هاته الحياة الدنيئة بالنسبة لما عند الله تعالى ولهذا سميت بالحياة الدنيا الذي من إتبع منطقها الدنيوي ضل دنيئا في كل شيء ..في فكره ونفسيته وقلبه بل وروحه وكل أسلوب حياته مهما تطور ماديا ..فماديات هاته الحياة الدنيا كلها دنيئة أمام ماديات الآخرة بل كسراب سرعان ما سيزول...والشخصية الدنيوية بكل سماتها دنيئة امام الشخصية الأخروية في كل مظاهرها وتجلياتها..فكل الناس إذن في تدني وسفلية سحيقة في هاته الحياة الدنيا إلا من إتصف بالإيمان العملي:
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون 6
6/ الإيمان والعمل الصالح : فالإيمان كما جاء عن رسول الله صلوات الله عليه : ما وقر في القلب وصدقه العمل ..فلا يكفي التصديق باللسان لأن الإيمان الحق هو الإيمان القلبي العملي وكلما كان هذا الإيمان قويا إلا وأثمر من العمل الصالح ما لا يتصور..إذ العمل الصالح على قدر الإيمان عند المومن...بينما الكافر ولو عمل عملا يبدو صالحا فهو غير مقبول كما أن المومن لا يقبل منه الإيمان بدون عمل...بل ولا إيمان إلا بالعمل الصالح : فكيف يكون مومنا من هو خال ألبتة من الصالحات؟.فالإيمان الحق إذن إيمان عملي.
6/ثواب المومنين: وهو وعد الله تعالى هنا للمومنين العاملين بأجر يستحقونه على مابدلوه من جهد كما تملي الآية الكريمة رغم أن الفضل كله لله يوتيه من يشاء ..فالحمد له تعالى يعطيك الإيمان والعمل الصالح ويوفقك لذلك ثم يجازيك عليه.. فما أكرمه سبحانه.
فما يكذبك بعد بالدين ؟7
7/ عدم التكذيب بالدين : أي التصديق بالإسلام وبثمراته دنيا وآخرة..إذ يجب على المومن ليكون مومنا حقا بدينه أن يصدق بأن لا خير له لا دنيا ولا في آخرته إلا في إتباع إسلامه الحنيف..ومن ظن أن خيره في غير دينه فهو مكذب بالدين...وكيف يكذب الكافر بالإسلام والله أعطاه من البراهين ما لا يعد؟: فهو خلقه في أحسن تقويم وأنزله لعالمه السفلي وأمره فقط بالإيمان والعمل الصالح ليجازيه دون منة والمن والفضل له تعالى : فكيف يكفر الإنسان رغم هذا ويكذب؟: كما تشير السورة .
أليس الله بأحكم الحاكمين ؟8
8/ الإيمان باسمه تعالى أحكم الحاكمين : وهو اليقين بأن الله تعالى ملك حق مدبر لكل صغيرة وكبيرة في الكون ومتحكم في كل أمر وفي كل شيء تحكما مطلقا لا تزيغ عن حكمه درة ..حتى أن الكافر لا يكفر إلا بمشيئته ولا العاصي يعصيه غصبا عنه: فهو مهيمن على كل شيء وأمر.. بل ويتحكم حتى في حرية الآخرين فمن شاء هداه ومن شاء تركه لنفسه فضل.فهو إذن ملك حق قدير مهيمن متحكم في الكل تحكما مطلقا فهو أحكم الحاكمين.وحين نزل قوله تعالى : لله الخلق والأمر ...قال عمر رضي الله عنه : فمن تبقى له شيء فليأخذه : فليس هناك في كل العوالم إلا خلق وأمر.. فمن هو مالك الخلق كله؟ ومن ملك الأمر الحق ؟ أتركك تجيب...فكيف نحكم بغير شرعه ونحن مسلمين له؟
8/ حاكمية الله تعالى : فالحكم إذن الحق والعدل لله تعالى..لذا وجب الحكم والتحكيم بشريعته الغراء..فالتحكيم والتحاكم بغيرها ضلال وكفر بالدين.وتحكيم الشريعة أمر قرآني : إن الحكم إلا لله ..وعدم تحكيمها هضم لحق الله تعالى في التشريع والملك.وظلم بالتالي للمحكومين من عباده...لكن هذا لا يلغي كل القوانين الوضعية جملة وتفصيلا بل يجب أن نتدرج بها نحو الشريعة فنتدرج من المجتمع المدني لمجتمع الشريعة رويدا كما كان في فجر الإسلام فالإصلاح بالشريعة إذن تدريجي...ودساتيرنا الحالية ليست كلها جائرة كما يظن البعض بل منها قوانين وبنود حقا يجب أن تحدف وأخرى تنقح ...ثم نكمل كل البنود بالشريعة لا أن نومن ببعض الكتاب ونكفر ببعض ؟ فنضع عوض حكم الله في جريمة حكما وضعيا..أو نحل ما حرم الله أن نحرم ما أحل كما بعض دساتيرنا ...فالمشكل إذن مشكل تنقيح وتصحيح وزيادة لا إلغاء لكل الدساتير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق